الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين،

محمد بن يحيى مداعس (المتوفى: 1351 هـ)

[بقية الباب الثالث]

صفحة 199 - الجزء 2

  ملعونون على لسان النبي، فاسألوها عن ذلك وقد خاب من افترى، فقال له الزبير: يا أبا الحسن، كيف ملعون من هو من أهل الجنة، قال: لو علمت أنكم من أهل الجنة ما قاتلتكم، قال له الزبير: أما علمت أن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل روى لعثمان بن عفان أن رسول الله ÷ قال: عشرة في الجنة، قال علي #: قد سمعته يحدث عثمان في خلافته، قال الزبير: أفتراه كذب على رسول الله ÷؟ قال علي #: لا أخبرك حتى تسميهم لي، قال الزبير: هم أبو بكر، وعمر، وعثمان، وطلحة، والزبير، وعبد الرحمن بن عوف، وأبو عبيدة، وسعيد بن زيد، وسعد بن أبي وقاص، قال له علي #: عددت تسعة فمن العاشر؟ قال الزبير: أنت، قال له علي #: أما أنت فقد أقررت بأني من أهل الجنة، وأنا بما ادعيت لنفسك وأصحابك من الجاحدين، قال له الزبير: أفترى سعيداً كذب على رسول الله ÷، قال علي #: ما أراه ولكنه اليقين. انتهى من الأساس وشرحه.

  قلت: وفي قول أمير المؤمنين للزبير: «لا أخبرك حتى تسميهم» نكتة تحتها سر عظيم، وذلك أنه لما لم يكن قد سمى الزبير العشرة وإنما ذكر تبشير عشرة بالجنة لم يصح من الوصي إنكار تبشير عشرة بالجنة على الجملة؛ لأنه ÷ قد أخبر أن عشرة في الجنة بلا ريب عنده #، فلم يصح منه هذا الإنكار من دون تعيين العشرة، فقال #: لا أخبرك حتى تسميهم، فلما سماهم صح إنكاره بتبشير عشرة مراداً بهم من ذكرهم الزبير، وانظر إلى مغالطة الزبير حيث ذكر تسعة وترك العاشر وهو المبشر بالجنة قطعاً، ولكنه يخاطب باب مدينة العلم، فقد أجابه بما تراه حتى تقرر الحق من تبشير علي # بالجنة دون أولئك التسعة، والحديث الذي فيه تبشير عشرة بالجنة هو ما ذكره في تفريج الكروب عن⁣(⁣١)، أنه ÷ قام خطيباً فقال:


(١) ذكره في تفريج الكروب بغير هذا اللفظ، وقال: أخرجه الطبراني في الكبير وابن عساكر عن ابن عباس.