الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين،

محمد بن يحيى مداعس (المتوفى: 1351 هـ)

الدليل على إمامة الحسنين @:

صفحة 207 - الجزء 2

  قال #: (فإن قيل: لمن الإمامة بعد علي #؟ فقل: هي للحسن ولده من بعده، ثم هي للحسين ولده من بعد أخيه @) وقد مر أن على ذلك إجماع العترة $ وجميع أتباعهم الزيدية، والإمامية والمعتزلة وجميع الأشعرية إلى عند أنْ صالح الحسن معاوية، ثم قال بعض منهم بصحة إمامة معاوية بعد ذلك الصلح، ولم يعتد هؤلاء بإمامة الحسين #؛ لنص معاوية اللعين على يزيد بعد ثبوت إمامته، أفاد معنى هذا ابن حجر في صواعقه عن ابن الصلاح وغيره، ومن ثمة دندنوا حول إنكار أن يزيد قاتل الحسين # أو أنه أمر بقتله، وعَدُّوا يزيداً أحد الاثني عشر الخليفة الذين وردت بهم الأخبار.

  فقالوا: هم الخلفاء الأربعة، ثم الحسن إلى أن نزل عن الأمر، ثم معاوية، ثم يزيد، ثم اختلفوا في تمام الاثني عشر على حسب ما ذكره في الصواعق المحرقة لابن حجر، قال: ولم يعتد بإمامة الحسين لعدم استقرارها.

  قلت: بل لعدم القهر والغلبة عندكم أيها الحشوية المفترية، وتحسين الظن بما فعل معاوية من حمل الناس على البيعة ليزيد في حياته، ولو أن الحسين # قهر وغلب لصار عندكم إمام حق، لكن لقبح القول بأن طريق الإمامة هو القهر والغلبة عدل عن هذه العبارة وأتى بما في معناها، وهو قوله: ولم يعتد بإمامة الحسين # لعدم استقرارها.

الدليل على إمامة الحسنين @:

  ولا بد من ذكر كيفية الصلح ومصير الأمر إلى معاوية العنيد وولده الشيطان المريد بعد تقرير الأدلة على ثبوت إمامة الحسنين @؛ ليتضح الأمر لمن أراد معرفة الحق في ذلك، وأراد لنفسه سلوك أوضح المسالك.

  قال #: (فإن قيل) لك أيها الطالب الرشاد (: ما الدليل على) ثبوت (إمامتهما) @؟ (فقل: الخبر المعلوم) عند جميع الأمة (وهو قول النبي ÷: