[أهل البيت $ لا يختلفون في أصول الدين]
  عن جمهور الأئمة، وابن زيد العنسي، والنجري، وابن حابس وغيرهم: أنه خفي، وحكوه عن الزيدية. وفي هذه الحكاية نظر؛ لأن المروي عن الناصر، وظاهر كلام القاسم والهادي وأبي العباس صريحاً، وأبي الفتح الديلمي، والمنصور بالله، وقال في الرسالة يعني الناصحة:
  ثم الإمام مُذْ مَضَى النبيُّ ... صلى عليه الواحدُ العليُّ
  من غير فصلٍ فاعلمن عليُّ ... والنصُّ فيه ظاهرٌ جليُّ
  يومَ الغديرِ ساعةَ الإجفال
  وكذا ظاهر كلام المتوكل على الله #، وصرح به أيضاً الإمام الحسن بن بدر الدين والسيد حميدان، وظاهر كلام الإمام القاسم، وصرح به الإمام الشرفي وغيرهم: أنه جلي، فرأيت أن إطلاقها أي: الحكاية عن جميع الزيدية مخيل، أي: تَخَيُّلْ وتوهم لا صحة له عن جميعهم قال: وأما كون الخفي قطعياً فبإجماع الزيدية، ولولا ذلك لما اتفقوا على أن إمامة علي # من أصول الدين، وليس الفرق إلا أن الخفي يحتاج إلى نظر، فمن ليس من أهل النظر من الصحابة يجب عليه البحث والسؤال، ولا يسقط فرض الإمامة بالجهل، وأما علماء الصحابة فقد أخذ منهم بالمخنق وإلى الله المصير. انتهى كلامه، والمسك ختامه.
[أهل البيت $ لا يختلفون في أصول الدين]
  فإن قلت: كيف اختلف هؤلاء الأئمة في النص هل هو جلي أم خفي؟ وكيف اختلفت حكاياتهم عن الزيدية مع أن النصوص في أيديهم الجميع متفقون على صحتها، ومع أنكم تقولون: إن آل محمد ÷ لا يختلفون فيما يتعلق بالعقائد وأصول الدين؟
  قلت: أما اختلافهم $ هل النص جلي أم خفي فلم يتوارد على موضع واحد من تلك النصوص، بل من قال: إنه جلي، فذلك نظر منه إلى قوله ÷: «علي