الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين،

محمد بن يحيى مداعس (المتوفى: 1351 هـ)

[فصل:] في إمامة الحسنين بعد أبيهما $

صفحة 218 - الجزء 2

  بعض، إلا أني أنقل في هذا الموضع حاصل كلام الجميع مع ترك ما لا حاجة له، وذلك لما قبض الله سبحانه وتعالى سيد الوصيين إليه شهيداً على يد أشقى الآخِرِين عبد الرحمن بن ملجم لعنه الله تعالى بايع الناس الذين كانوا مع أمير المؤمنين # ولده الإمام أبي محمد الحسن #، فانزعج لذلك معاوية اللعين، واستمر على إصراره على البغي، فكتب إلى رؤساء الشام وجميع من معه من أولئك الجبابرة الطغام، وسار قاصداً للعراق وخارجاً لقتال ذلك الإمام والبغي عليه #، وكان عساكره في أيام أمير المؤمنين تحتوي على مائة وأربعة وعشرين ألفاً، وقيل أكثر، وكان بعد مشهد أمير المؤمنين # أكثر وطأة وأشد قوة وأكثر أتباعاً، قال أبو الفرج ¦ في صفة كتاب معاوية إلى عماله بالنواحي لجمع الأجناد: إنه كتب ما لفظه: ، من عبد الله معاوية أمير المؤمنين إلى فلان بن فلان ومن قبله من المسلمين، سلام عليكم، فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد: فالحمد لله الذي كفاكم مؤنة عدوكم وقتلة خليفتكم، إن الله بلطفه وحسن صنعته أتاح⁣(⁣١) لعلي بن أبي طالب رجلاً من عباد الله فاغتاله فقتله، فترك أصحابه متفرقين مختلفين، وقد جاءتنا كتب أشرافهم وقادتهم يلتمسون الأمان لأنفسهم وعشائرهم، فأقبلوا إليَّ حين يأتيكم كتابي بجدكم وجندكم وحسن عدتكم، فقد أصبتم بحمد الله الثأر، وبلغتم الأمل، وأهلك الله أهل البغي والعدوان، والسلام عليكم ورحمة الله.

  قلت وبالله التوفيق: فهذا لفظ كتابه برواية أبي الفرج ¦، وكان من الأمويين، ينتهي نسبه إلى مروان بن الحكم، إلا أنه كان من العلماء أهل الخبرة بالسير والأخبار، غير متهم عند أهل العلم والدراية، وصاحب البيت أدرى بالذي فيه، فتأمله أيها المطلع كم فيه من تغرير وتزوير وكلام باطل.


(١) في المخطوط: تيح، وما أثبتناه من (مقاتل الطالبين) مصدر المؤلف.