الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين،

محمد بن يحيى مداعس (المتوفى: 1351 هـ)

كتاب الحسن # إلى معاوية:

صفحة 219 - الجزء 2

  أولاً قوله: كفاكم الله مؤنة عدوكم وقتلة خليفتكم. وهذا من الزور والافتراء؛ حيث يجعل أمير المؤمنين عدو المسلمين وحاشاه #، بل هو إمام المسلمين، وقائد الغر المحجلين إلى جنات النعيم.

  ثانياً: نسبته قتل الوصي إلى لطف الله وحسن صنعته، ولا شك أن قتل أمير المؤمنين # هو من أقبح القبائح وأكبر الفضائح، ولا يجعل الله اللطف فيما هو قبيح.

  ثالثاً: قوله: وحسن صنعته حيث ينسب ذلك الفعل القبيح إلى الله تعالى ويصفه بالحسن.

  رابعاً: مدحه أشقى الآخرين قوله: أتاح له رجلاً من عباد الله.

  خامساً: قوله: فترك أصحابه متفرقين مختلفين. وهذا محض الافتراء؛ لأن الأخبار والآثار أفادت اتفاق من كان مع أمير المؤمنين # على البيعة والإئتمام بالحسن #.

  سادساً: قوله: وقد جاءتنا كتب أشرافهم وقادتهم يلتمسون الأمان لأنفسهم وعشائرهم، إنما أراد به التلبيس بما لا أصل له، كل ذلك لئلا يتطرق إلى فكر أحد منهم ثبوت إمامة الحسن # بعد أبيه صلوات الله وسلامه عليه.

كتاب الحسن # إلى معاوية:

  وحكى أبو الفرج وغيره أنه لما بويع الحسن # كتب إلى معاوية: ، من عبد الله الحسن أمير المؤمنين إلى معاوية بن أبي سفيان، سلام عليك، فإني أحمد الله إليك الذي لا إله إلا هو، أما بعد: فإن الله تعالى بعث محمداً ÷ رحمة للعالمين، ومنة على المؤمنين، وساق كلاماً في شأن بعثة رسول الله ÷ إلى قوله: فلما توفي ÷ تنازعت سلطانه العرب، [فقالت قريش: نحن قبيلته وأسرته وأولياؤه، ولا يحل لم أن تنازعونا سلطان محمد في الناس