الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين،

محمد بن يحيى مداعس (المتوفى: 1351 هـ)

[موت الحسن # شهيدا بالسم ومصير الأمر ليزيد بن معاوية]

صفحة 244 - الجزء 2

  ذكر أبو الفرج الأصفهاني | في مقاتل الطالبيين أن الحسن # لما رجع إلى المدينة أقام بها، وأراد معاوية البيعة لابنه يزيد، فلم يكن شيء أثقل عليه من أمر الحسن بن علي @ وسعد بن أبي وقاص، فدس لهما سماً فماتا منه.

  ثم روى بإسناده إلى معتب⁣(⁣١) قال: أرسل إلى بنت الأشعث أني مزوجك يزيد ابني على أن تَسُمِّي الحسن، وبعث إليها بمائة ألف، ففعلت وسَمَّت الحسن #، فسوغها المال ولم يزوجها ولده، فخلف عليها رجل من آل طلحة فأولدها، فكان إذا وقع بينهم وبين بطون قريش كلام عيروهم وقالوا: يا بني مسممة الأزواج.

  وروى أيضاً بإسناده إلى أبي بكر بن حفص قال: توفي الحسن بن علي @ وسعد بن أبي وقاص في أيام بعد ما مضت من إمارة معاوية عشر سنين، فكانوا يرون أنه سقاهما⁣(⁣٢) السم.

  وروى أيضاً بإسناده إلى مولى للحسن بن علي @، وإسناد آخر إلى عمير بن إسحاق واللفظ له قال: كنت مع الحسن والحسين @ في الدار، فدخل الحسن # المخرج ثم خرج فقال: لقد سقيت السم مراراً ما سقيته مثل هذه [المرة]⁣(⁣٣)، ولقد لفظت⁣(⁣٤) قطعة من كبدي فجعلت أقلبها بعود معي، قال⁣(⁣٥) الحسين: ومن سقاكه؟ قال: وما تريد منه؟ تريد قتله؟ إن يكن هو هو فالله أشد نقمة منك، وإن لم يكن هو فما أحب أن يؤخذ بي بريء.

  وقال صاحب المنشورات عن رواية السيد أحمد في اللآلاء: إنه لما وقع الصلح بينه # وبين معاوية على شروط لم يف له بها معاوية، ومن جملتها: أن الأمر يصير إلى الحسن بعد وفاة معاوية، ثم إلى الحسين بعد الحسن ª،


(١) في المقاتل: مغيرة.

(٢) في المخطوط: سقاهم.

(٣) ما بين المعقوفين من المقاتل.

(٤) في المخطوط: قطعت. وما أثبتناه من (المقاتل).

(٥) في المقاتل: فقال له الحسين.