الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين،

محمد بن يحيى مداعس (المتوفى: 1351 هـ)

[فصل:] في إمامة الحسنين بعد أبيهما $

صفحة 246 - الجزء 2

  وقيل⁣(⁣١)، وقيل: جعدة، وهو الأكثر، على الاتفاق أنها بنت الأشعث بن قيس، وكان ذلك في سنة خمسين، وقيل: سنة اثنتين وخمسين من الهجرة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام.

  قالوا: ولما توفي الحسن # استبشر عدو الله معاوية وفرح بموته، وكان إذ ذاك ابن عباس ¥ في المسجد الأعظم بدمشق، فأرسل إليه وقال له: يا ابن عباس أتدري ما حدث في أهلك؟ قال: لا. قال: إنه مات الحسن بن علي، فاسترجع ابن عباس وقال: والله ما موته مغن عن موتك، ولا يومه يقوم مقام يومك، ولا جثته سادة حفرتك. هذا لفظه أو معناه، وخرج ابن العباس من لديه وهو يقول:

  أصبح اليوم ابن هند شامتا ... ظاهر النخوة أن ماتَ الحسنْ

  رحمةُ الله عليه إنه ... طال ما أَشجى ابن هندٍ وأرنْ

  ولقد كان عليه عمره ... مثل رَضوى وثَبير وحَضَنْ

  قال المنصور بالله #: استر معاوية بموت الحسن # سروراً لم يستر به إلا المشركون؛ لأن المعلوم ضرورة أن النبي ÷ كان يغتم لموت⁣(⁣٢) الحسن غماً شديدًا، فما يكون حكم من سره ما يغم رسول الله ÷؟

  وقال السيد الهادي بن إبراهيم الوزير # في أدلة من أثبت نفاق معاوية لعنه الله ما لفظه: ومنها قوله ÷: «من فرح بموت عالم فهو منافق»، وهذا في العالم مطلقاً، فكيف بأعلم الأئمة الطاهرين؟

  قال المنصور بالله #: لو علم معاوية لعنه الله أن الأمر ينتظم له برفض


(١) في مقاتل الطالبين وقيل: اسمها سكينة، وقيل: شعثاء، وقيل: عائشة، والصحيح في ذلك جعدة. وفي اللآلئ وقيل: إن اسمها سكينة، وقيل: عائشة، والصحيح أنها جعدة.

(٢) في الشافي: بموت.