الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين،

محمد بن يحيى مداعس (المتوفى: 1351 هـ)

[فصل:] في إمامة الحسنين بعد أبيهما $

صفحة 256 - الجزء 2

  أظنه يقاتلك ولا يصلح لها، فإن أباه كان أعرف به، وقد قال: كيف أستخلف من لا يحسن طلاق امرأته؟ وأما الحسين بن علي فإن أهل العراق لا يدعوه حتى يخرجوه عليك، ويكفيكه من قتل أباه، وأما ابن الزبير فإن أمكنتك الفرصة فقطعه إرباً إربا؛ فإنه يجثم جثوم الأسد، ويراوغ رواغ الثعلب، ثم توفي إلى لعنة الله تعالى في يوم الخميس لخمس بقين من رجب سنة ستين.

  فتأمل أيها المطلع كم مساوئ ومخاز ومثالب لعدو الله تعالى، ذلك الطاغية المسمى عند أبي حجر الهيثمي سيده معاوية، فإن في هذا الكلام المقول منه عند وفاته والمحرر في عهده المذكور من الأوزار وأنواع الإفك ما لا يكون إلا من أهل الشقاق لله ولرسوله ÷ ذوي النفاق وأهل الشرك:

  أولاً: قوله في تولية يزيد بعده: فلم يزل هذا رأيي، وهل يستقيم لهم غير يزيد؟ وإنما أطلبها لتبقى في ولدي إلى يوم القيامة ولا ينالها آل أبي تراب. فإنه بذلك مشاقق لله ولرسوله ÷؛ لأن الله تعالى يقول: {لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}، وقد علم عدو الله أن ولده صاحب شراب ولهو وخلاعة وسفاهة، فهو ظالم لنفسه قبل أن يظلم غيره، وقد وصى الله تعالى بأهل البيت، وأمر بمودتهم وطاعتهم، وكذلك رسوله ÷ بما لا مزيد عليه.

  ثانيا: إغراؤه ولده يزيد المريد تتبع ما بقي من آل محمد ÷ وقتلهم بقوله: ويطلب بدم المذبوح المظلوم عثمان قِبَل آل أبي تراب. فلم يعين لعثمان قتلة سواهم، على أن قتلة عثمان هم أهل مصر ومن عضدهم من سائر الناس، وفيهم من فيهم من المهاجرين والأنصار والصحابة الأخيار.

  ثالثاً: أمره بتبعيد الأنصار وقد أمر الرسول ÷ بتقريبهم والإحسان إليهم والعفو عن مسيئهم.

  رابعاً: أمره بتقديم أعداء الله تعالى من بني أمية وبني عبد شمس، وفيهم الطريد وابن الطريد، ومن لعنه رسول الله ÷.