[فصل:] في إمامة الحسنين بعد أبيهما $
  هذا مع ما يضم إليه مما سبق ذكره وما لم نذكره من مخازيه ومساويه الموجبة له أسفل دركات النفاق، وأعلى مقتضيات الفسق، بل الكفر والشقاق، كَسَبِّه أخا رسول الله ÷ وأولاده ومحبيهم على ثمانين ألف منبر، واستشفائه بالصليب عند موته، وشرائه سبائك الذهب والفضة بالدنانير والدراهم غير معلومة التساوي في الوزن، وذلك رباً مجمع عليه، فقد روي أنه كان يغنم المجاهدون من الكفار السبائك ويشتريها منهم معاوية مجازفة، فقال له أبو بردة الأسلمي ¦: هذا لا يصلح؛ لأن رسول الله ÷ يقول: بيعوا الذهب بالذهب أو الفضة بالفضة يداً بيد ووزناً بوزن، وروي أنه قال له: نهى رسول الله ÷ عن بيع الذهب بالذهب والفضة بالفضة متفاضلين، أو معناه، فقال لعنه الله: لكني لا أرى بذلك بأساً، فقال له أبو برزة أو بريدة الشك من جهتي: أقول لك: نهى رسول الله ÷ وأخبرك عن سنته، وأنت تقول: لكني لا أرى بذلك بأساً.
  ومن مخازيه الجسيمة ومآثمه العظيمة تحيله في إخراج زوجة عبد الله بن سلام من قريش، وكان عند معاوية بمكان في الفضل والمنزلة الرفيعة، وكان قد استعمله على العراق، وزوجته من بني عمه: أرينب بنت إسحاق، فاحتال لإخراجها من عقدة نكاحه في قصة طويلة ذكرها ابن قتيبة، حتى طلقها زوجها ومضت عدتها، فأرسل أبا الدرداء يخطبها لولده يزيد لما بها من الحسب والنسب والجمال والمال، وقد شغف بها يزيد اللعين لشهرتها بذلك، فلما وصل أبو الدرداء العراق قال: ما ينبغي أن أُقَدِّم على زيارة ابن رسول الله ÷ شيئاً، فدخل على الحسين بن علي @، فقام الحسين # فرحب به وقال: أهلاً بصاحب رسول الله ÷، لقد أذكرتني رؤيتك ومصاحبتك لرسول الله ÷ شوقاً إليه، وأطلقت أحزاني عليه ÷، ثم سأله عن شأن قدومه العراق، فأخبره بما قدم له، فقال له الحسين #: اخطب عَلَيَّ وعلى يزيد وهي أمانة في عنقك، فتختر من أرادت، وقد كنت أردت الإرسال إليها بعد انقضاء أقرائها، فلما دخل