مساوئ يزيد بن معاوية:
  ما يهوى، ولام الناس معاوية على فعله تلك الحيلة التي هي إحدى موجبات النار الهاوية، قال: وذاع أمره في الناس وشاع، ونقلوه في الأمصار، وتحدثوا به في الأسمار، وفي الليل والنهار، وقالوا: خدعه حتى طلق امرأته، فبئس ما استرعاه الله أمر عباده، ومكنه في بلاده، وأشركه سلطانه، فلما بلغ ذلك معاوية لعنه الله قال: لعمري ما خدعته. انتهى باختصار، وهذا كالخارج عما نحن بصدده، لكني إنما ذكرته إلا ليعلم المطلع مخازي ومساوئ ذلك الطاغية الفاجر اللئيم، ومحاسن السيد الشريف الكريم، حبيب رسول الله ÷ وابنه، ويعلم منه إفك معاوية في قوله: إن يزيد خير لهذه الأمة من ابن رسول الله ÷.
مساوئ يزيد بن معاوية:
  وأما مساوئ يزيد العنيد فهي تجل عن التعديد، وإنها لم تزل أيامه أواخرها تفوق أوائلها في ذلك وتزيد:
  فمنها: ما قد مرت الإشارة إليه من شرب الخمور، وكان مدمناً عليها، وملاعبة الكلاب والقردة والحمام، وغير ذلك مما لا يستعمله إلا أهل الخلاعة والسفاهة، كما ذلك مذكور مبسوط في المطولات والتواريخ والسير.
  ومنها: الفعلة العظمى التي بكت لها السماء وأمطرت الدماء، وفاقت كل فاقرة دهماء، وهي قتل الحسين بن علي @ ومن معه من أهل بيت رسول الله ÷ وشيعتهم، وقد مر حكاية ذلك على بعض من التفصيل، ولا حاجة إلى تكرير الأمر المفظع المهيل.
  ومنها: وقعة يوم الحرة، وما أدراك ما يوم الحرة، ذكر أهل السير والأخبار منهم ابن قتيبة واللفظ له على اختصار: أنه لما ولي يزيد الأمر بعد أبيه كتب إلى عامله بالمدينة خالد بن الحكم: أن يأخذ على أهل المدينة البيعة، وليكن أول من يبايع الحسين بن علي @ والعبادلة الأربعة، ويحلفون على ذلك بصدقة أموالهم وحرية رقيقهم وطلاق نسائهم، فامتنعوا من البيعة، فعزل يزيد خالداً عن