[فصل:] في الكلام في أن الإمامة محصورة في أهل البيت $
  بمعروف ولا نهي عن منكر، يقلدون دينهم ويتبعون أهواءهم». انتهى.
  وقال الدامغاني في رسالته في شأن الإمامية ما لفظه: فمنها أن أهل المقالات اتفقوا أنهم لم يأخذوا مذهبهم عن أئمتهم ولا عن الثقات، وإنما هو موضوع وضعه المنصور أبو الدوانيق بعد قتل محمد بن عبد الله النفس الزكية وأخيه إبراهيم $، وعدة من فضلاء العلوية $، فظن أبو الدوانيق أنه لا يزال يخرج عليه قائم منهم بالخلافة، فأعمل الحيلة، ورأى جماعة من الشيعة تنكر قيام القائم بالإمامة، وتعتقد أن إمامها منصوص عليه وأنه غائب، وهم الكيسانية، فلاحت له الحيلة، وبعث إلى الأقطار التي يظن أن فيها من جهال الشيعة من تطرأ عليه الشبهة، وأمر ببث هذا المذهب فيهم، وصنع له نسخة وجعلها مع بعض أتباعه، وأمرهم بإظهار التشيع وإلقائها إلى جهال الشيعة، ومضمون ما في النسخة: أن بني إسرائيل كان لهم اثنا عشر نقيباً، وبعد عيسى اثنا عشر في أمته، وأن جبريل أتى بلوح فيه أسماء الخلفاء على الأمة، وأنهم اثنا عشر بعد محمد ÷، فقد مضى منهم خمسة إلى جعفر الصادق، وهذا جعفر سادسهم لما علم أن جعفراً متزهد، والستة الباقون من ولده. فاعتقد الجهال منهم ذلك المذهب، ولما سمع به جعفر الصادق أنكر ذلك على الشيعة، فأبوا وقالوا: إن جعفراً ينكر علينا تقية على نفسه، واستمروا على ذلك، وكل من ادعى الخلافة بعد هذا يكونون أعدى الأعداء له، وأحرص الناس على إتلافه، وأخذل الناس له؛ لاعتقادهم أن النص في غيره، وحصل بذلك مراد أبي الدوانيق. انتهى كلام الدامغاني من شرح الأساس بلفظه.
  وقد ذكر في شرح الأساس عن الحاكم في السفينة كلاماً عن جعفر الصادق # يقتضي تبرأه عن هذه المقالة، وتبرأه عمن خذل زيد بن علي @ أو تبرأ منه، وذكر فيها عن جابر يعني الجعفي عن الباقر # أنه قال: ليس منا إمام تفترض طاعته أرخى عليه ستوره والناس يظلمون خلف بابه، إن الإمام المفترض طاعته منا من