الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين،

محمد بن يحيى مداعس (المتوفى: 1351 هـ)

[فصل:] في الكلام في أن الإمامة محصورة في أهل البيت $

صفحة 306 - الجزء 2

  شهر سيفه ودعا إلى سبيل ربه. انتهى.

  قلت: وبأكاليم هؤلاء الأئمة من آل رسول الله ÷ يعلم أن الإمامية وكل من لم ينصر العترة النبوية $ هم الروافض المرادون في الأحاديث النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام وعلى آله الأطهار الكرام، كما صرح به الحديث السابق برواية الإمام زيد بن علي @ برواية الهادي # عن أبيه عن جده القاسم بن إبراهيم نجم آل الرسول ÷، قال ÷: «سيكون من بعدي قوم يرفضون الجهاد مع الأخيار من أهل بيتي». ولأن الرفض هو الترك، ثم غلب على من ترك الحق واتبع الباطل، فيشمل كل من تخلف عن متابعة العترة $ من إمامي وجبري ومرجي، ومن والى أعداءهم، وخرج عن مذاهبهم في العدل والتوحيد والوعد والوعيد وسائر المسائل المتعلقة بأصول الدين وأصول الفقه، والتزم مذهب غيرهم في الفروع وإن خالف إجماعهم، لا كما يزعمه الحشوية وغيرهم ممن يتسم بالسنية أن الروافض من تبرأ من إمامة أبي بكر وعمر؛ للزوم أن يصير جميع العترة $ الطاهرة شموس الدنيا وشفعاء الآخرة كلهم روافض؛ لأن كلهم يتبرؤون من إمامة أبي بكر وعمر، ويرونها باطلة كما مر تقرير ذلك عنهم، وقد مرت الأبيات في هذا المعنى:

  سمَّيتم الآلَ والأتباعَ رافضةً ... ورفضُكُم سابق يا عصبة البُكُم

  إلى آخرها، فلا يهولنك ما يزعمه هؤلاء القوم وانخدع لأجله بعض متأخري الزيدية، فروي عن الأصمعي أنه حكى أن سبب تلقيبهم بالرفض هو أن زيد بن علي @ لما خرج لله تعالى جاءه قوم وسألوه البراءة عن الشيخين فأبى ذلك، فرفضوه وعزلوا إمامته، وقيل: إنهم سموا بذلك لرفضهم أبا بكر وعمر، إلى آخر ما ذكره.

  وكيف يصح مثل هذا الكلام والحال أن أول من رفض أبا بكر وعمر سيدة النساء بإجماع الأمة أنها هجرتهما وماتت وهي غاضبة عليهما، وكذلك أمير