الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين،

محمد بن يحيى مداعس (المتوفى: 1351 هـ)

[فصل:] في الكلام في أن الإمامة محصورة في أهل البيت $

صفحة 308 - الجزء 2

  شأن الشيخين وعثمان كثيراً، وروي له كتاب تثبيت الإمامة، وهو الرسالة التي رواها بالإسناد إلى الإمام زيد بن علي @ قال: هذا قول من خاف ربه، واختار لنفسه ودينه، وأطاع الله ورسوله ÷، واجتنب الشك، ثم حكى الرسالة إلى آخرها، أورد فيها من الحجج العقلية والسمعية ما يفيد القطع بتثبيت الإمامة لأمير المؤمنين # بعد رسول الله ÷ بلا فاصل، ثم ساق كلاماً في شأن عثمان أنه مال إلى الطلقاء وأبناء الطلقاء، فاستنزلوه فنكث على نفسه، فاجتمع في أمره المهاجرون والأنصار فاستعتبوه فأبى إلا تمادياً فيما لا يوافق الكتاب ولا السنة التي أجمعوا عليها، فقتلوه، قال الراوي: فقلت له: أكل المسلمين قتلوه يا ابن رسول الله ÷؟ قال: لا، ولكن بعض قتل وبعض خذل، والقاتل والخاذل سواء، فمكث ملقى جثته لا يدفن أياماً ثلاثة، قلت: فما منعهم من دفنه يا ابن رسول الله؟ فقال: لو أنهم أرادوا دفنه لم يروا قتله، فأقام ثلاثة أيام على المزبلة، فكان الصبيان يمشون على بطنه ويقولون:

  أبا عمرو أبا عمرو ... رماك الله بالجمرِ

  ولقاك من النار ... مكاناً ضيق القعرِ

  فما تصنع بالمال ... إذا أحدرت في القبر

  إلى آخر ما ذكره. وقد ذكر نحو هذا الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة @ في الشافي، وهذا إلى ما مر نقله من الأساس عن الإمام نجم آل الرسول وترجمان بني البتول وغيره، فأين يتاه بمن يذهب إلى موالاة المتقدمين على أمير المؤمنين #، ويقول: إن منكر إمامتهم رافضي، والساب لهم زنديق، {إِنْ هِيَ إِلا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءهُمْ مِنْ رَبِّهِمْ الْهُدَى}⁣[النجم ٢٣].