[المراد بالصفات المعتبرة في الإمام]
  يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا}[الطلاق ١٢]، {فَلْيَنظُرْ الإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ}[الطلاق ٥]، ليعلم أنه تعالى على رجعه لقادر، وغير ذلك، وقال: {فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ}[الحشر ٢]، وقال: {وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ}[النساء ٨٣]، إلى غير ذلك من الآيات الدالة على أن القياس معتبر وحجة في العقليات والسمعيات أصولها وفروعها، فمنكر كونه حجة لا يعول على خلافه.
[المراد بالصفات المعتبرة في الإمام]:
  قال #: (والمراد بذلك) الإشارة إما إلى اللفظ، وهو قوله: عارفاً بأصول الشرائع وكونها أدلة، أو إلى المعنى، وهو بيان القدر المحتاج إليه من العلم، وهذا هو الأنسب بقوله: (أن يكون فَهِماً في معرفة أوامر القرآن والسنة) وفَهِمْ من أمثلة المبالغة على فَعِل، أي: كثير الفهم أو سريعه، ويحتمل أن المراد حصول الفهم مع قطع النظر عن كثرة أو سرعة مهما حصل القدر اللازم، فهو فَعِل بمعنى فاعل، وأوامر القرآن والسنة: الصيغ الموضوعة لطلب الفعل وما في معناها، نحو: {كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِتَالُ}[البقرة ٢١٦]، {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ}[آل عمران ٩٧]، ولعل مراده # أن يعرف صيغة الأمر، وهل أريد بها إيجاب الفعل، نحو: {وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ}[البقرة ٤٣] أو أريد بها الندب، نحو: «كل مما يليك» أو مجرد الإباحة، نحو: {وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا}[المائدة ٢].
  (و) كذلك (نواهيهما) يكون عارفاً وفهماً للمراد من الصيغ الموضوعة للزجر عن الفعل، سواء كان بصيغة النهي نحو: {وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ}[البقرة ١٨٨]، أو بما في معناه نحو: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ الْمَيْتَةُ}[المائدة ٣]، {وَمَنْ يَظلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا}[الفرقان ١٩]، وسواء أريد به التحريم كما مثل، أو الكراهة نحو: «لا يبولن أحدكم قائماً» وكذلك يعرف ما ورد من الأوامر والنواهي وليس المراد به شيئاً من الأحكام الخمسة، كالتهديد،