[فصل:] في الكلام في أن الإمامة محصورة في أهل البيت $
  رؤوس الرماح، وأمر المنادي ينادي: إن هذا كتاب الله حكم بيننا وبينكم، فانخدع لذلك طائفة من أصحاب أمير المؤمنين # فحذرهم الاغترار بما أظهره عدو الله من الإنصاف مع إصراره على الخلاف، وقال لهم #: إنها كلمة حق أرادوا بها باطلاً. وأمرهم بإتمام منازلة عدو الله، فلم يمتثلوا حتى اختلفت الكلمة فيما بينهم، وانفتل الأمر، وكف القتال عن العدو، ثم وقع التحكيم للحكمين، فلم يزل معاوية اللعين يكاتب عمراً ويسارره، وأمير المؤمنين واقف على مقتضى التحكيم للكتاب العزيز، وغير مباحث ومتابع بعد ذينك الحكمين اللذين هما أبو موسى الأشعري وعمرو بن العاص، وهما يكتمان الأمر عنه، حتى اتفقا على خلع الرجلين ويختار المسلمون لأنفسهم غيرهما، فلما كان يوم الميعاد لإظهار الحكم خدع عمرو أبا موسى بأن يتقدم في الكلام، وقد حذره الوصي # ذلك فلم يمتثل، فتقدم بالكلام وخلع أمير المؤمنين # ومعاوية لعنه الله عن الإمامة، فقال له عمرو بن العاص لعنه الله: إنما عليك خلع صاحبك، فأما صاحبي فأنا أخلعه. فاغتر بذلك واقتصر على خلع الوصي #، فلما تكلم عمرو قال: قد سمعتم أيها الناس خلع أبي موسى لصاحبه علياً كما خلع خاتمه من خنصره، وأنا قد أثبتها في صاحبي معاوية كما أثبت خاتمي في خنصري، فتساب أبو موسى وعمرو، فقال أبو موسى لعمرو: إن مثلك كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث وإن تتركه يلهث، فقال عمرو لأبي موسى: إن مثلك كمثل الحمار يحمل أسفاراً، ولام الناس أبا موسى على ما ساعد عليه عمراً حتى خدعه، وصارت هذه القصة من أدل الدلالة على فجور معاوية وعمرو بن العاص لعنهما الله تعالى.
  (وأما القوة على تدبير الأمور) فيريد بذلك # كمال الخلقة في الإمام (فلا يكون منه) أي: فيه (نقص في عقله، ولا آفة في جسمه) من جذام أو برص أو عمى أو صمم، والأولى حمل القوة على الاقتدار، فيكون أعم من أن يكون