[فصل:] في الكلام في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المخوف
  كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ٧٩}[المائدة]، وقوله تعالى: {وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنْ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ}[لقمان ١٧].
  ومن السنة أدلة كثيرة بلغت حد التواتر المعنوي، نحو قوله ÷: «لا يحل لعين ترى الله يعصى فتطرف حتى تغير أو تنتقل».
  وأخرج محمد وأبو طالب والمرشد بالله من طريق زيد بن علي @: «لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم شراركم فيدعوا خياركم فلا يستجاب لهم».
  وأخرج الناطق بالحق والمرشد بالله والحارث بن محمد، وابن أبي حاتم عن جرير مرفوعاً: «ما من قوم يكون بين أظهرهم من يعمل بالمعاصي هم أعز منه وأمنع فلم يغيروا إلا أصابهم الله بعذاب من عنده».
  وأخرج الناصر للحق والمرشد بالله وأحمد والترمذي عنه ÷: «لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم سلطاناً جائراً لا يجل صغاركم ولا يوقر كباركم، فيدعوا خياركم فلا يستجاب لهم».
  وأخرج الناطق بالحق والمرشد بالله والحارث بن محمد عنه ÷: «من أنكر المنكر بقلبه فقد أنكر بخصلة من الحق، ومن أنكر بقلبه ولسانه فقد أنكر بخصلتين من الحق، ومن أنكر بقلبه ولسانه ويده فقد أنكر بالحق كله، ألا أنبئكم بميت الأحياء؟ من لم ينكر المنكر بقلبه ولا بلسانه ولا بيده».
  وأخرج السيلقي عنه ÷: «وأمروا بالمعروف تخصبوا، وانهوا عن المنكر تنصروا».
  وقال أمير المؤمنين #: (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة إذا أقيمت استقامت السنن) أخرجه المرشد بالله #.
  (وإنما قلنا: يجب الأمر بالمعروف الواجب) دون المندوب، وإن كان اسم المندوب يشملهما (لإجماع المسلمين أنه لا يجب الأمر بالمعروف المندوب)