الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين،

محمد بن يحيى مداعس (المتوفى: 1351 هـ)

[الثواب]

صفحة 339 - الجزء 2

الباب الرابع: [في الوعد والوعيد وما يتصل بهما]

  من الإحباط والتكفير، وأحوال الآخرة، والأسماء والأحكام المتعلقة بالمكلفين من أهل الطاعات والمعاصي، وذكر الشفاعة وبيان أهلها ومستحقيها، وما يتصل بذلك.

  واعلم أن الوعد: هو الإخبار بالثواب، والوعيد: الإخبار بالعقاب. هذا في أصل اللغة، ثم صارا خاصين عند أهل هذا الفن بما إذا كان ذلك الإخبار من جهة الله تعالى لعباده، سواء كان بواسطة كإخباره المؤمنين والمجرمين بواسطة الرسل، أو بلا واسطة كإخبار الملائكة بما لهم من الثواب، والأنبياء إن أوحى الله إليهم بلا واسطة ملك، وهذا يعم سواء كان ذلك الثواب أو العقاب في الدنيا أو في الآخرة، ثم قصر على ما إذا كانا في الآخرة، وهو المراد بما عقد له الباب، وتعلقت به العقائد والمعارف اللازم معرفتها على كل مكلف.

  وهذه مسائل ينبغي تقديمها قبل شرح مسائل المختصر؛ لترتبها عليها:

[الثواب]:

  مسألة: الثواب: هو المنافع المفعولة على وجه الإجلال والتعظيم، المستحقة بمقابل فعل الطاعة. فقولنا: «المفعولة على وجه الإجلال والتعظيم» خرجت الأعواض على الأمراض والنقائص، فلا يقال لها في الاصطلاح ثواب، بل أعواض؛ لاستحقاقها من لا يصح إجلاله وتعظيمه، كالبهائم، والفساق والكفار على قول، لكن لما لم يصح إيصالها إلى الفساق والكفار لمنافاة المنافع العقاب أسقط من عقابهما بقدر تلك الأعواض على الصحيح، وقد تقدم الكلام على ذلك في فصل الآلام. وقولنا: «المستحقة بمقابل فعل الطاعة» خرج به التفضل، فلا يقال له ثواب.