الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين،

محمد بن يحيى مداعس (المتوفى: 1351 هـ)

[مسألة: في الكفر]

صفحة 478 - الجزء 2

(فصل:) في الكلام في حقيقة الكفر وأحكامه، ومسائل التكفير وأقسامه

  اعلم أن هذا الفصل من أهم ما يجب على المكلف معرفته، وقد مرت الإشارة إلى الوجه الذي لأجله يجب معرفة ذلك الفصل الذي قبله، وهو أنا تعبدنا بأحكام وأسماء تعلق بالكفار، منها ما يخصهم، ومنها ما يعمهم هم والفساق، فوجبت معرفة حقيقة الكفر والخصال التي يثبت لأجلها من باب ما لا يتم الواجب إلا به يجب كوجوبه.

  قيل: ولأن في معرفة ذلك لطفاً للمكلف، وما كان لطفاً وجب معرفته.

  وفيه نظر؛ لأن اللطف في العلم بالعقاب وقد مر الكلام عليه، لا في معرفة المستحق له. ويمكن أن يقال: إن بمعرفة المستحق له يتمكن من التجنب لاستحقاقه، والله أعلم.

  وقبل شرح ألفاظ المختصر ينبغي تقديم مسائل تترتب معرفة مسائله عليها فلزم تقديمها:

[مسألة: في الكفر]:

  مسألة: الكفر في أصل اللغة: التغطية، ومنه سمي الليل المظلم كافراً، نص عليه الإمام زيد بن علي @ في الغريب، وأنشد:

  في ليلة كفر النجومَ ظلامها

  وقال آخر:

  حتى إذا لفت يداً في كافر ... وأجن غورات النفور ظلامها

  وقال ثعلبة بن صُغير يذكر الظليم والنعامة، وأنهما راحا إلى بيضهما وقد مالت الشمس يميناً: