[عذاب القبر]
  لجمعهم إلى المحشر، قال الله تعالى: {وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ}[الحج ٧]، وقال تعالى: {وَأَخْرَجَتْ الأَرْضُ أَثْقَالَهَا}[الزلزلة ٢]، وقال تعالى: {ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ ٢١ ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ ٢٢}[عبس]، وقال تعالى: {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى}[طه ٥٥]، وهو معلوم من الدين ضرورة.
[عذاب القبر]:
  واختلف في عذاب القبر، فقال الجمهور بثبوته، وحكاه في الأساس لأئمتنا $، ولم يستثن إلا قديم قولين للإمام أحمد بن سليمان @، وحكى الخلاف في ذلك عن المرتضى الموسوي، وذكره الشارح مشيراً إلى ضعف الرواية بقوله: قيل: وهو قول الناصر وابني الهادي، ورواه الإمام المطهر عن الهادي @، ومثله حكاه بصيغة التضعيف شيخنا ¦ عمن ذكر، وعن الحسين بن القاسم @ عن أبي القاسم البستي من الشيعة، ومن المعتزلة بشر المَرِيْسِي وغيره، ومن المجبرة يحيى بن كامل وضرار بن عمرو، قال شيخنا ¦: والله أعلم كيف الرواية عن الأئمة $، قال: وقد وجدت للهادي # ما يؤخذ منه أن العذاب في القبر بالغم فقط، والله أعلم. قال: وحجتهم من العقل أنا إذا كشفنا الميت لم نجد شيئاً، ونحو هذا.
  قلنا: أحوال البرزخ مخالفة لحكم العقل، انتهى. قال في الأساس: لنا أخبار صحيحة وردت عن النبي ÷. قال شيخنا ¦: بلغت حد التواتر المعنوي، ولقوله تعالى: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ}[غافر ٤٦]، قال القرشي في المنهاج: فَبَيَّن أنهم يعرضون على النار قبل يوم القيامة، وإنما يكون ذلك(١) مع الحياة. واحتج بها في القلائد وبقوله تعالى:
(١) في المخطوط: كذلك، وما أثبتناه من منهاج القرشي ومن مختصر الكاشف الأمين.