[من أحوال الآخرة: اللواء والحوض]
[من أحوال الآخرة: اللواء والحوض]:
  ومن أحوال الآخرة اللواء والحوض، وهما من كرامات رسول الله ÷ وخصائصه التي اختص بها، ولأمير المؤمنين # بها مزيد الشرف والفضيلة؛ إذ كان ÷ عند أن يعطى اللواء والحوض يجعل علياً # حامل لوائه وساقي حوضه كما ثبت في صحيح النقل. وثبوتهما من جهة السنة، إلا ما يروى من أن المراد بقوله تعالى: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ}[الكوثر ١]: أنه الحوض، وذكر في الكشاف أن الكوثر نهر في الجنة، ثم وصفه بما ورد في السنة في صفات الحوض، فيحتمل أنه نهر يجري ماؤه من الجنة إلى الحوض الموصوف بتلك الصفات، ويحتمل أن تلك الصفات لهما معاً، والله أعلم.
  أما اللواء فقد ذكره في تفريج الكروب من رواية أحمد بن حنبل والخوارزمي في فصوله، قال: آخى رسول الله ÷ بين المسلمين ثم قال: «يا علي، أنت أخي، (وأنت مني)(١) بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي، أما علمت يا علي أن أول من يدعى به يوم القيامة يدعى بي، فأقوم عن يمين العرش فأكسى حلة خضراء من حلل الجنة، ثم يدعى بالنبيين بعضهم على أثر بعض، فيقومون سِمَاطين(٢) عن يمين العرش، ويكسون حللاً خضراء من حلل الجنة، ألا وإني أخبرك يا علي أن أمتي أول الأمم يحاسبون يوم القيامة، ثم أنت أول من يدعى به لقرابتك ومنزلتك عندي، ويدفع إليك لوائي وهو لواء الحمد فتسير به بين السماطين، آدم وجميع خلق الله يستظلون بظل لوائي، وطوله مسيرة ألف سنة، سنانه من ياقوتة حمراء، قصبته من فضة بيضاء، زجه دُرة(٣) خضراء، له
(١) ما بين القوسين من المناقب للخوارزمي.
(٢) قال في النهاية: السماط: الجماعة من الناس والنخل.
(٣) قال في هامش التفريج: هذه الزيادة من كتاب الخطيب الجيلاني الواسطي في المناقب. منه ¦ (كذا بخطه ¦).