الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين،

محمد بن يحيى مداعس (المتوفى: 1351 هـ)

[دليل عقلي على نجاة الزيدية]

صفحة 622 - الجزء 2

  وجوب معاداته والبراءة منه؛ لأن المؤمن تجب محبته وموالاته. وكذلك ينقض الأصل المجمع عليه أنه يجب نهيه وزجره وكفه عن الفسق حتى يصلح؛ لأنه إذا لم يجب ذلك أدى إلى أن لا يزجر ولا يكف عن الفسق إذا لم يؤثر فيه القول، ويؤدي إلى جواز تعطيل الحدود والتعزيرات؛ إذ لا يجب الأمر والنهي إلا بالقول. وكذلك يؤدي إلى نقض الأصل المجمع عليه من أنه فاسق؛ لأنه إذا كان مؤمناً ومصيره الجنة خرج عن كونه فاسقاً، وهذا خلف. وكذلك يؤدي إلى نقض الأصل المجمع عليه حيث قالوا: إن الرسول ÷ يشفع له، فينقض كونه عدواً لله ولرسوله ولسائر المؤمنين، فتأمل ذلك موفقاً إن شاء الله تعالى.

  فقد ظهر لك أن آل محمد ÷ أخذوا من هذه الأربع الجمل بموضع نقطة البيكار⁣(⁣١)، وأن أقوال مخالفيهم هو الشارد عنها والمناقض لها، فيكون في نهاية البطلان وموافق العطب والأخطار.

[دليل عقلي على نجاة الزيدية]:

  دليل آخر عقلي على نجاة الزيدية ذكره الإمام المهدي #، وهو أنه لو كان الأمر كما تقول الأشعرية وغيرهم من سائر المجبرة: إن أفعال العباد من الله تعالى وإنها بإرادته تعالى وخلقه لها فيهم لما كان إلى تهليك الزيدية سبيل، بل يكونون ناجين؛ لأن كل ما قالوه من الأقوال المتعلقة بأصول الدين وذهبوا إليه من تلك العقائد هو بخلق الله وإرادته، فيجب أن يكون حقاً وصدقاً، ويكونون صادقين في تهليك المجبرة وسائر من خالف العترة المطهرة؛ لأن ذلك بخلق الله تعالى وإرادته، هذا معنى ما ذكره #.

  قلت: ويلزم المجبرة نجاة اليهود والنصارى وسائر الملل الكفرية وجميع الملاحدة؛ لأن عندهم أن كل من ذهب إلى قول أو دان بدين فهو بخلق الله


(١) آلة ذات ساقين لرسم الدوائر، فرجار.