[فضائله #]
  قال: وأخرج الناطق بالحق كذا عن(١) سلمة بن كُهَيل: رأيت رسول الله ÷ على خشبة زيد بن علي وهو يقول: أهكذا تفعلون بولدي، هذا جزائي منكم؟!
  وقد ذكر بعض هذه الأحاديث في الأساس وشرحه، وفي الإرشاد الهادي، وغير ذلك من سائر الكتب، فلا نطيل بذكر ذلك، فالمسترشد يكفيه القليل، والمستبعد لا ينفعه التطويل.
[فضائله #]
  وأما فضائله # من العلم والزهد والورع والخشية لله تعالى، وبذل النفس في رضاء الله، والتخلق بالأخلاق الحسنة المرضية منذ عقل يمينه من شماله فيتعذر أو يتعسر النقل لما يدل على ذلك بالاستقصاء، لكن نذكر ما سنح مما فيه إفادة المسترشد الزكي، وإقامة الحجة على المعاند الشقي:
  قال الإمام الحسن بن بدر الدين @ ما لفظه: وروينا عن أبي غسّان الأزدي قال: قدم علينا زيد بن علي @ إلى الشام أيام هشام بن عبد الملك، فما رأيت رجلاً كان أعلم بكتاب الله منه، ولقد حبسه هشام خمسة أشهر، يقص علينا ونحن معه في الحبس بتفسير الحمد وسورة البقرة، يَهُذُّ ذلك هَذّاً.
  قال: وروينا بالإسناد الموثوق به أيضاً أن زيد بن علي @ سأَل أخاه محمد بن علي @ كتاباً كان لأبيه، فقال له محمد بن علي: نعم، ثم نسي فلم يبعث إليه، فمكث سنة ثم ذكر، فلقي زيداً فقال: أي أخي، ألم تسأل كتاب أبيك؟ قال: بلى، قال: والله ما منعني أن أبعث به إلا النسيان، قال زيد: قد استغنيت عنه، قال: تستغني عن كتاب أبيك! قال: نعم، قد استغنيت بكتاب الله تعالى، قال:
(١) الذي في أمالي أبي طالب: حدثنا جرير بن حازم عن أبيه قال: رأيت النبي ÷ في المنام وهو مسند ظهره إلى جذع زيد بن علي # وهو مصلوب ويقول للناس: «أهكذا تفعلون بولدي»، زاد إبراهيم في حديثه: «أهذا جزائي منكم».