الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين،

محمد بن يحيى مداعس (المتوفى: 1351 هـ)

تنبيه:

صفحة 27 - الجزء 1

  قلت: ولله در السيد العلامة يحيى بن منصور العفيف ¦ حيث يقول:

  إذا كان تقديم الأصول فريضة ... وكان بها التفضيل أقرب للحصول

  فتقديمها في العقل أول واجبٍ ... وتقديمنا للفرع من سفه العقول

  فدونك إثرها لتنجو بها غداً ... وتعرف ذا العلم الصحيح من الجهول

  ولا تؤثرن الفرع قبل أصوله ... فيشغلك تطويل الفروع عن الوصول

  وتصبح في بحر من اللبس واسع ... تود زوال الشك يوماً فلا يزول

  وحسبك فيما قلت أحمد قدوة ... فلم يؤثر المختار شيئاً سوى الأصول

  ولم يك بالإجماع للخلق داعياً ... إلى غيره مما تفرع من مقول

  وحسبك هاد إن جهلت سبيله ... عدول بنيه الطيبين بني البتول

  هُمُ معدن التقوى وهم معدن الهدى ... وهم باب سلم في الحديث عن الرسول

  وهم وارثو علم الكتاب وأهله ... بنص كتاب الله فاسمع لما نقول

  ولا تَيْقَنَن مهما يَقِنْت بغيرهم ... فكل امرء يوم الحساب لهم سئول

  ومن مال منهم فالخليفة غيره ... فما قال خير الناس كلهم عدول

  وهذا على وجه النصيحة ما أرى ... وأنت على التخيير في الترك والقبول

تنبيه:

  لا بد لطالب كل فن من معرفة حدِّه وموضوعه وغايته، فلنذكر هذه الأمور الثلاثة لهذا العلم الشريف المسمى: علم الكلام، ولِمَ سمي علم الكلام؟

[حد علم الكلام]:

  أما حدُّه: فهو علم بأصول يتوصل بها إلى معرفة الله تعالى وتوحيده وعدله، وما يترتب عليهما.

  فقولنا: «علم» جنس الحد. وقولنا: «بأصول» خرج به علم الفروع وعلم العربية ونحوهما.

  وقولنا: «يتوصل بها إلى آخره» خرج بذلك علم أصول الفقه وأصول الشرائع. ونعني بالأصول هاهنا: القواعد الكلية والقوانين العقلية، كقولنا: القديم قديم