الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين،

محمد بن يحيى مداعس (المتوفى: 1351 هـ)

[غاية علم الكلام]

صفحة 29 - الجزء 1

  ذلك من السمع، وذلك ما لا تتوقف صحة السمع عليه، كنفي الرؤية، ونفي الثاني، ومسألة المجازاة. وبعضه من السمع فقط، كالأحكام والأسماء الجارية على المكلفين باعتبار حصولهم على تلك العقائد وفعل الطاعات وترك المعاصي أو عدمه، فالأحكام كالإيمان، والإسلام، والكفر، والنفاق، والفسق، والموالاة، والمعاداة. والأسماء، كقولنا: مؤمن، ومسلم، وبار، وتقي، وعدل، وكقولنا: كافر، ومنافق، وفاسق، وفاجر، وطاغي، وكثبوت الشفاعة، واعتقاد وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونحو ذلك مما طريق ثبوته السمع فقط من مسائل الاعتقاد.

[غاية علم الكلام]:

  وأما غايته: وهي ثمرته، فهي معرفة الله تعالى وتوحيده وعدله، وما يحق له من الصفات والأسماء والأفعال، وما يجب نفيه من ذلك، ومعرفة نبوءة أنبيائه، وما يترتب على ذلك حسبما ذكر.

[لم سمي علم الكلام]:

  وأما لِمَ سمي علم الكلام فقيل: لكثرة الكلام فيه؛ لأنه يتكلم فيه على جميع الأشياء من الجائز والواجب والمستحيل، والموجود والمعدوم، والقديم والمحدث، والجسم والعرض والجوهر، والحي والميت، والجماد والحيوان، والقادر والعاجز، والعالم والجاهل، إلى غير ذلك من الأقسام والأوصاف. وقيل: اسم غلب عليه كما غلب علم النحو على علم الإعراب والبناء، وعلم الفقه على الفروع، ونحو ذلك. وقيل: لأن أول مسألة حدثت فيه في الكلام الذي هو القرآن هل هو كلام الله وهل هو مُحدَث أم لا؟

  وهذا أوان الشروع في المقصود، والإعانة والتمام على الملك المعبود.