[صفات الذات الإلهية]
  قاما به، وإيصال ذلك إلى الشخص الذي جُلِبَ له النفعُ ودُفِعَ عنه الضررُ، فاسْتُعْمِلَ اللفظُ في حق الباري تعالى والمراد لازمه تَجَوُّزًا، هذا قول المهدي # والجمهور، وقال القاسم بن محمد @: بل صارا حقيقتين دينيتين منقولتين عن المعنى اللغوي إلى المعنى الآخر - وهو جلب النفع ودفع الضرر - بنقل الشارع إلى الحقيقة الدينية، كنقل الإيمان ونحوه. والأظهر الأول، والله أعلم.
  والحمد: هو الثناء بالجميل على الجميل الاختياري. قال سيدي الحسين بن القاسم @: وأطلق الجميل الأول لأن وصفَهُ تعالى بصفاته الذاتية حمدٌ له، وقَيَّدَ الثاني بالاختياري لأنه لم يسمع: حَمِدْتُ اللؤلؤة على صفائها، بل مدحتها، فالمدح أعمُّ مطلقًا من الحمد.
  فإن قلت: يستلزم ألَّا يكون ثناء الله تعالى على صفاته الذاتية حمداً له، وهو خلاف ما عليه الاتفاق.
  قلت: قد أجيب عنه بجوابات أَمْثَلُهَا الحملُ على المجاز؛ لكون تلك الصفات مبادئَ أفعالٍ اختيارية، انتهى كلامه، والمسك ختامه.
  وقوله: «الحمل على المجاز» يعني: أن الحمد(١) مجاز عن المدح.
[صفات الذات الإلهية]:
  قوله #: (المختص بصفات الإلهية) قال شيخنا | في حاشيته: هي قادر، عالم، حي، موجود، وما يرجع إليها كسميع وبصير وقديم، وتسمى صفات الذات والذاتية.
  قلت: وفي تفسير صفات الإلهية بذلك نظر؛ فإن مجرد الاتصاف بما ذكر لا يسلم أنه صفات الإلهية - لأنها صفات شائعة في غيره تعالى - حتى يقال: قادر
(١) الصواب: أنه نزل صفاته تعالى الذاتية منزلة السبب وأراد المسبب، أي: أصول النعم وفروعها، أي: ما يجري مجرى المسبب، فكأن الثناء عليها. (حاشية على الأصل).