الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين،

محمد بن يحيى مداعس (المتوفى: 1351 هـ)

[أقسام الفعل]

صفحة 361 - الجزء 1

[فصل:] في الكلام في أن أفعال العباد منهم لا من الله تعالى

  اعلم أولاً أن الفعل: هو ما وجد من جهة من كان قادراً عليه أو على ما تولد عنه. قلنا: «ما وجد» جنس الحد، دخل فيه جميع المؤثرات من جهة فاعل أو سبب أو علة أو مقتض، وقلنا: «من جهة من كان قادراً عليه» يخرج به المسبباتُ، ومعلولُ العلة، والمقتضى عن مقتضيه، فلا يقال لها فعل السبب ولا فعل العلة ولا فعل المقتضي، وإنما يقال لها: أثر، وقلنا: «كان قادراً عليه» لئلا يخرج عن المحدود الفعل الذي قد وقع؛ لأن فاعله بعد وقوعه منه قد خرج عن كونه قادراً عليه وقلنا أو على ما تولد منه لإدخال الأفعال المسببة عن فعل الفاعل لها، كانكسار الزجاج المتولد عن ضربه بالحجر، فإن الانكسار فعل فاعل الضرب لتولده عنه.

[أقسام الفعل]:

  وينقسم الفعل بالنظر إلى العبد إلى: مباشر ومتعد.

  فحقيقة المباشر: ما وجد في محل القدرة كالقيام والقعود والذهاب والمجيء ونحو ذلك.

  وحقيقة المتعدي: ما وجد في غير محل القدرة بواسطة فعل في محلها، كتحريك الإناء وكالعمارة والخياطة ونحو ذلك من الأفعال التي تكون في غير الفاعل بواسطة فعل في الفاعل الذي هو محل القدرة، وذلك الفعل هو المباشرة، وينقسم قسمة أخرى إلى: مخترع، وغير مخترع.

  فحقيقة المخترع: ما كان من دون مماسة ولا بآلة ولا احتذاء واقتداء بفعل الغير. وذلك خاص بأفعال الله تعالى.

  وغير المخترع: بخلافه، وهو ما كان بمماسة أو آلة أو احتذاء واقتداء بفعل الغير. وذلك خاص بفعل المخلوق،