[حقيقة الذات]
  أولها، وأتى بالواو في قوله: «وعجائب مخلوقاته» للعطف، وهو من عطف المفرد على المفرد المغاير، فلا يصح أن يجرد عن الواو.
  ومعنى «دل على ذاته» أي: فعل ما به الدلالة على ذاته، وهو الفعل الحكيم الدال على ذاته تعالى وحكمته؛ فهو من إطلاق المسبَّب على السبب. والدلالة: الهداية إلى المطلوب، ومنه سُمِّيَ متقدم القوم في الطريق ليهديهم إليها ويرشدهم: دَليلاً، قال الشاعر:
  ومَن جعلَ الغرابَ دَليلَ قومٍ ... أَمرَّ بهم على جيفِ الكلاب
  وسبحان: اسم مصدر بمعنى التسبيح، وإضافته من باب إضافة المصدر إلى مفعوله، وناصبه فعل من جنسه حذف لزوماً. وقوله: «على ذاته» متعلق بـ «دَلَّ».
[حقيقة الذات]:
  وحقيقة الذات: ما يصح العلم به على انفراده. وقولنا: «على انفراده» لتخرج الأحكام والصفات كالمماثلة والمخالفة والقَبْلِية والبَعْدِيَّة والقادِرِيَّة والعالِمِيَّة؛ فإن هذه يصح العلم بها لكن لا على انفرادها، بل على جهة التبعية للذوات المتعلقة بها، فلا يقال لها: ذوات، بل يقال لها: أشياء، خلافاً لمن يجعل الذات والشيء مترادفين.
  قلنا: الشيء: ما يصح العلم به، أَعَمُّ من أن يكون على انفراده أم لا، فهو أعم. قال شيخنا صفي الإسلام ¦: يجوز تسمية الله ذاتًا بالإجماع، ولا يجوز تسميته عيناً؛ لأن العين مختصة بالجرم.
  قلت: وكان مقتضى أصول قدماء أئمتنا $ أن يقال: ذات لا كالذوات، كما قالوا في شيء: إنه لا يجوز إجراؤه على الله تعالى إلا مع قيد لا كالأشياء؛ ليفيد المدح، فكذلك لفظة ذات.
  وقوله: «بما ابتدع» الابتداع والابتداء والإنشاء والاختراع بمعنى واحد، وهو الإيجاد على غير مثال.