معنى الثواب:
  يحسن؛ لما فيه من التكرم والإحسان، دون إثابة من لا يستحق الثواب فهو قبيح؛ لما فيه من تعظيم من لا يستحق التعظيم، وحاصل الكلام في ذلك أن المنافع المفعولة من جهة فاعلها إلى الغير على ثلاثة أضرب:
معنى الثواب:
  أحدها: الثواب، وهو المنافع المفعولة على سبيل الاستحقاق مقرونة بالإجلال والتعظيم على ما سبق ممن فُعلت له من الأعمال الصالحات إلى من كافاه عليها بفعله تلك المنافع. ومثالها في الشاهد ما يفعل من الهدية والثناء والإجلال لمن قدم الإحسان، فإن ذلك مستحق، ولا يستحقه إلا من قدم الإحسان؛ ومن ثمة قبحت عبادةُ الأصنام، وقيامُ الملك في وجه الجازر إجلالاً وتعظيماً له، وقبح تعظيم الأجانب والأباعد والأعداء كتعظيم الوالدين والأقرباء والأصدقاء، وهذا دليل هذه المسألة، فلا يحتاج إلى إعادته.
معنى التفضل:
  وثانيها: التفضل، وهو المنافع المفعولة لا على سبيل الاستحقاق والتجليل والتعظيم، كما يعطيه الغني السائل المحتاج، فإن ذلك حسن لما فيه من سد فاقة المحتاج، ومكارم الأخلاق والإحسان واكتساب المروءة والألفة بين الخلق، ما لم تقارنه مفسدة من إيناس الظالم والإغراء على المعاصي، كما أشار الله تعالى إلى ذلك بقوله: {وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمْ}[النساء ٥]، وبقوله: {وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ}[الشورى ٢٧].
  إن قيل: يلزم على ما ذكرتم من حسن التفضل عند عدم المفسدة أن يصح أن يتفضل الله على الكفار والفساق بدخول الجنة، فتبطل المسألة المقررة.
  قلنا: لا يسلم حسن التفضل عليهم بما ذكرتم؛ لما فيه من المفسدةِ وعدمِ التناصف، واقتضاءِ تكذيب الرسل فيما جاءوا به من أن مصير كل كافر إلى النار،