الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين،

محمد بن يحيى مداعس (المتوفى: 1351 هـ)

[هل يجوز ظهور المعجز لغير الأنبياء $]

صفحة 570 - الجزء 1

  ويرد عليه أن في ظهوره على الدجال حطاً⁣(⁣١) لمرتبة الأنبياء $.

  فيمكن الجواب بأن كون عيسى # سيقتله ويعرف الخلق بكفره وحط منزلته عند الله تعالى، وأن ما ظهر على يده من الخوارق إنما هو من البلوى والامتحان على الخلق - فلا حط مع ذلك لمرتبة الأنبياء $.

[هل يجوز ظهور المعجز لغير الأنبياء $]

  قال بعض أئمتنا $: ولا يجوز ظهور المعجز لغير الأنبياء $؛ إذ في إظهاره لغيرهم حط لمرتبتهم، وتلبيس حال غيرهم بحالهم لو ظهر عليه.

  وقال المؤيد بالله والمنصور بالله والمهدي، وحكاه الأمير الحسين عن أهل البيت $ والملاحمية: يجوز ظهور جنسه على الصالحين، قال المهدي #: مما يدخله احتمال، كإنزال الغيث عند استسقائهم، وشفاء مرض من دعوا له به، لا الخوارق العظيمة كقلب العصا حية وفلق البحر. وحمل الإمام # كلامهم على الكرامات.

  وقالت الإمامية: تجب للأئمة.

  وقال عباد: تجوز على حجج الله في كل زمان.

  وقالت الأشعرية: تجوز على الكفرة ومن يدعي الربوبية، لا من يدعي النبوة كاذباً.

  لنا: ظهوره على غيرهم حط لمرتبتهم. هكذا علله المانعون، ويمكن أن يقال: إنما يكون حطاً لمرتبتهم في ظهوره على الجبابرة والكفرة، دون الأولياء والصالحين وحجج الله في كل عصر، فإنهم أتباع الرسل، وكرامات الأولياء معجزات للأنبياء، ولكن قول الإمامية: تجب للأئمة، وقول الأشعرية: تجوز على الكفرة ومن يدعي الربوبية، لا من يدعي النبوة كاذباً - معلوم البطلان من حيث الإيجاب عند الإمامية،


(١) في الأصل: حط.