بعض معجزات الرسول ÷:
  قصرت الأفهام عن الإحاطة بمبلغهما في ذلك الكتاب العزيز، وحارت الأوهام دون الحياطة بأسرار ذلك الكلام الوجيز، مع أن المسألة التي نحن بصددها - وهي إثبات نبوة نبينا محمد ÷ - لا شاهد لها لمن لم يعاصره ÷ إلا تقرير إعجاز القرآن، دون سائر معجزاته ÷ فقد انقضت بانقضائه، وإن كان فيها ما يدعى تواتره كحنين الجذع، ونبع الماء من بين أصابعه ÷، وإشباع الكثير من الطعام القليل، فالخلاف بين العلماء في تواتره ومشاغبة النافين نبؤته ÷ لا تنتهض معهما الدلالة القاطعة على المطلوب، بخلاف معجزة القرآن فهي قاطعة لكل لجاج، وحاوية لكل حجاج، وباقية ما كلف الثقلان، ودائمة ما تكرر الملوان، ولله البويصري حيث يقول:
  دامت لدينا ففاقت كل معجزة ... من النبيين إذ دامت ولم تدم
بعض معجزات الرسول ÷:
  (وله ÷ معجزات كثيرة تقارب ألفاً) وقيل: ثلاثة آلاف معجزة، قال السيد عبد الحميد ¦ في منظومته:
  وعَدَّ الخوارزمي منها بعلمِهِ ... ثلاثة آلاف سوى ما استترت
  قال شيخنا ¦: والأول قول الحاكم، والثاني قول الإمام يحيى، وأرادوا ما ظهر من حال الطفولية.
  وقيل: لا تحصر.
  وقال القاضي عياض في الشفاء: اعلم أن معجزات نبينا ÷ مع كثرتها لا يحيط بها ضبط، فإن واحداً منها وهو القرآن لا تحصى عد معجزاته بألف ولا ألفين ولا أكثر، (نحو: جري الصخرة إليه) ÷ (وجريها على الماء كالسفينة(١)، وسير الشجرة) إليه ÷، ذكره ابن أبي الحديد ¦ في شرحه
(١) هنا بياض في الأصل.