الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين،

محمد بن يحيى مداعس (المتوفى: 1351 هـ)

[علوم العقل]

صفحة 66 - الجزء 1

  قائم به، فليس إلا عرضٌ⁣(⁣١) فيه. واحتجاجُ المطرفية بقوله تعالى: {لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ}⁣[ق ٣٧] باطلٌ؛ لأن معنى الآية: قلبٌ يعقل به، كما يقال: هذا ظاهر لمن له عين، أي: عين يبصر بها.

[علوم العقل]:

  وعلوم العقل العشرة:

  أولها: العلم بحال نفس الإنسان: من كونه ابن فلان، وبيته في المحل الفلاني، ومن كونه جائعاً أو شابعاً، وماذا فعل في ما لم يتقادم عهده، وما يريد من الأفعال المستقبل لها.

  وثانيها: العلم بالمشاهدات، نحو: هذا رجل، وهذا فرس، وهذا كذا، وهذا كذا.

  وثالثها: العلم بالبديهيات: من كون العشرة أكثر من الخمسة، والكل أكثر من الجزء، والآمر فوق المأمور، ونحو ذلك.

  ورابعها: العلم بالقسمة الدائرة بين النفي والإثبات، نحو: زيدٌ إما في الدار وإما خارج عنها، وإما حي وإما ميت، فلا يجوز اجتماع الأمرين ولا ارتفاعهما.

  وخامسها: العلم بتعلق الفعل بفاعله وإسناده إليه، فلا يجوز عمارة ولا كتابة ولا نجارة من دون عمارٍ وكاتب ونجار، ومتى صدر الفعل من فاعله أسند إليه، ونحو ذلك.

  وسادسها: العلم بمقاصد من يخاطبه، فإذا قال له: «قُمْ» عَلِمَ أن المطلوب [منه]⁣(⁣٢) القيام، وإذا سأله عن شيء علم أن المراد السؤال عنه، ونحو ذلك.

  وسابعها: العلم بالأمور الجلية قريبة العهد، نحو حصول المطر، وإطباق الغيم، وموت سلطان البلد، ونحو ذلك.


(١) هكذا في النسختين بالرفع، والصواب: عَرَضاً بالنصب.

(٢) ساقط في نسخة.