الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين،

محمد بن يحيى مداعس (المتوفى: 1351 هـ)

فضائل الإمام علي #:

صفحة 86 - الجزء 2

  بن عبد العزيز استناداً إلى الظاهر فقط، وهو لا يكفي مع إمكان ما هو أقوى منه وأوصل إلى العلم اليقين، معصوماً كان كعلي وولديه $، أم لا كمن قام ودعا من نسلهما مع كمال الشروط الآتية عند الكلام عليها إن شاء الله تعالى.

  وبتمام هذه الجملة تم الكلام على الاستدلال على إمامة أمير المؤمنين #.

فضائل الإمام علي #:

  فأما ذكر مناقبه # وفضائله ومكارمه وسائر خصاله الشريفة فتحتاج إلى مؤلفات ومجلدات منفردات، وقد ذكر الموالف والمخالف لذلك مؤلفات عديدة ومصنفات مفيدة، ولا يسع هذا الموضع الإطالة بذكر ذلك، فلتؤخذ مما هنالك، لكن جرت عادة الأصحاب وغيرهم ذكر ما يتعلق بالمسألة من حكاية شُبَه المخالف وحلها، والأسئلة الواردة على نفس المسألة أو دليلها، وجواب ذلك السؤال، والكلام في حكم من خالف أمير المؤمنين #، وحكم فدك، وغير ذلك مما هو من فروع المسألة، وحينئذ فنقول:

الفرع الأول: في شبه المخالفين في إمامة أمير المؤمنين # بلا فاصل، وقد مر أنهم على ثلاثة أقوال:

  فالجمهور يزعمون أن إمامة أبي بكر ثبتت بإجماع الأمة والعقد له يوم السقيفة، وكان الناس بين مبايع ومختار وساكت راض بلا إنكار.

  القول الثاني: قول البكرية: إنها ثبتت إمامته بنص جلي من رسول الله ÷.

  القول الثالث: قول الحسن البصري على رواية الأساس: إنها ثبتت بنص خفي، وهو تقديمه للصلاة في مرض رسول الله ÷.

  فأما إبطال دعوى النص الجلي والنص الخفي فمما لا يحتاج إلى تطويل؛ لأن النص الجلي لو كان لاشتهر وظهر في الآفاق كظهور خبر الغدير، والمنزلة، وإني تارك فيكم، ونحوها من الأحاديث المتعلقة بأصول الدين؛ لعموم البلوى بها علماً