[بحث في الأعراض]
[بحث في الأعراض]:
  (وكذلك ننظر إلى الأعراض الضروريات) أي: (المعلومات) وجودها بالضرورة؛ (فإنها قد اشتركت في كونها أعراضاً) وهي أنها لا تشغل الحيز(١) عند حدوثها، وأنها لا تستقل في وجودها بنفسها وإنما تقوم بالجسم المتحيز. والأعراض: جمع عرض، وهو في اللغة: كل ما يعرض ويزول، ومنه قوله تعالى: {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا}[الأحقاف ٢٤]، وقال ÷: «الدنيا عَرَضٌ حاضر يأكل منه البَر والفاجر». وفي اصطلاح المتكلمين: ما يقوم في الجسم ولا يبقى كبقائه. وإن شئت قلت: ما لا يشغل [الحيز](٢) عند حدوثه ولا يقوم بنفسه. (ثم افترقت) هذه الأعراض (وانقسمت بين شهوة) وهي المعنى القائم بالحيوان المتعلق بتناول ما يلتذ به. (ونفرة) ضد الشهوة، وهي المعنى القائم بالحيوان المتعلق بتناول ما يؤلمه. (وحياة) وهي المعنى القائم بالجسم الذي يصح معه أن يقدر ويعلم ويدرك المدركات. (وقدرة) وهي المعنى القائم بالحيوان الذي يصح معه الفعل. (ويبوسة) وهي المعنى القائم بالجسم الموجب صلابته وشدته. (ورطوبة) وهي المعنى القائم بالجسم الموجب لينه. ضد اليبوسة. (وطعوم مكروهة) كطعم المر ونحوه من المطعومات المنفور عنها (ومحبوبة) كطعم العسل ونحوه من المطعومات المشتهاة، (وروائح) جمع رائحة، ويقال فيها: ريح (شتى(٣)) يعني لا تنحصر، ولَمَّا كانت لا تنحصر لم يقسمها أهل اللغة إلى أقسام وأنواع مخصوصة كما قالوا في الألوان: بياض وسواد وحمرة وصفرة وخضرة، بل يضاف
(١) ظنن في الأصل.
(٢) غير موجود في الأصل وخدش في نسخة.
(٣) جمع شتيت، كمرضى جمع مريض، وجرحى جمع جريح. (حاشية من الأصل).