النعم التي اختص الله بها الصحابة بوجود الرسول ÷:
  بينه وبين أحد مخاصمة بين يدي الله ø هو كف اللسان عن السب واللعن، وعن الترضية والترحم، مع الغضب والتجرم والتشكي والتوجع بالقلب؛ لأن ذلك واجب تأسياً برسول الله ÷، واقتداء بأهل بيته ÷: أمير المؤمنين والزهراء والحسنين؛ لما قد علم لنا ذلك منهم بالتواتر، ولا حاجة إلى التكثر بقول فلان ولا قول فلان بعد أولئك الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً.
النعم التي اختص الله بها الصحابة بوجود الرسول ÷:
  غير أنا نذكر هاهنا نبذة من الكلام يعرف بها حق رسول الله ÷، وعظم النعمة على الصحابة التي اختصهم الله تعالى بها، وثبتت المنة عليهم بها لرسول الله ÷ دون سائر الأمة من المسلمين الذين لم يكونوا عنده ÷ في حياته، ممن هو ناءٍ عنه في عصره، أو نشأ بعد مماته من التابعين فمن بعدهم إلى يوم الدين، فما رعى الصحابة تلك النعمة الخاصة بهم حق رعايتها، ولا أعطوا رسول الله ÷ أجره في مقابلتها، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات، وقليل ما هم، فلينظر الناظر وليعتبر المعتبر وليتفكر المتفكر، وإن ربك هو يحكم بينهم يوم القيامة فيما هم فيه يختلفون، وعند الساعة يخسر المبطلون، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
  فأقول وبالله أصول: اعلم أن الله سبحانه وتعالى أنعم على كافة العالمين عموماً من سلف منهم ومن غبر إلى يوم الدين ببعثه سيد المرسلين ورسالة خاتم النبيين ÷: {رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}[الجمعة ٣]، فمن اتبعه فقد هدي إلى صراط مستقيم، ومن تركه فقد بدل نعمة الله من بعد ما جاءته واستحق العذاب الأليم، ثم اختص الصحابة رضي الله عن الراشدين منهم بنعم انفردوا