الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين،

محمد بن يحيى مداعس (المتوفى: 1351 هـ)

[الطريق إلى معرفة أن الإمام على تلك الصفات المشروطة]

صفحة 321 - الجزء 2

  بجسمه آفة كما ذكر أو كان به عجز أو كسل أو ملل أو ميل إلى الرفاهية (يضعف لأجل ذلك عن النظر في أمور الدِّين، وإصلاح أحوال المسلمين) والذب عنهم، وجمع كلمتهم، ولم شعثهم، وقد روي عن النبي ÷ أنه قال: «ما من أمير يلي أمر المسلمين ثم لا يجهد لهم وينصح إلا لم يدخل معهم الجنة»، أخرجه مسلم، وأخرج في معناه أحاديث أخر، وأخرج ابن السمان عن أبي سعيد الخدري قال ÷: «أيما راع لم يرحم رعيته حرم الله عليه الجنة»، وفي بعض الأحاديث: «أيما أمير لم يحط رعيته بالنصيحة حرم الله عليه الجنة»، أخرجه المرشد بالله عن أبي سعيد الخدري ¥.

  (وأما الورع) فالقصد من ذلك (أن يكون) بحقيقة الإيمان الشرعي، وهو: أن يكون (كافَّاً عن القبائح، قائماً بالواجبات) فلا يكون ذا جرأة في دينه لا صريحاً ولا تأويلاً، كالعقائد الردية الموجبة جرحه من باب التأويل، كعقائد المجسمة والمجبرة والخوارج والمرجئة وسائر أهل البدع، دون ما هو محل خلاف بين أئمة العترة $ كإثبات عذاب القبر وتفسير معنى الصراط والميزان ونحوهما من أحوال الآخرة.

  ونُدِب كون الإمام من أهل الزهادة، والعفة، وملازمة الذكر، وحسن الأخلاق، والرفق بالمؤمنين، والإغلاظ والشدة على المجرمين، إلا لمصلحة من تأليف أو مكافأة أو استجلاب ما يعود نفعه لمصلحة المسلمين دينهم أو دنياهم.

[الطريق إلى معرفة أن الإمام على تلك الصفات المشروطة]:

فصل: في الطريق الموصلة للمكلف إلى العلم بكون الإمام على تلك الصفات المشروطة فيه حسبما مر:

  قال #: (فإن قيل) لك أيها الطالب الرشاد: (فما النظر) أي: الطريق الموصلة لنا إلى العلم بوجود تلك الصفات المعتبرة في الإمام. وأصل النظر: الفكر والتأمل،