الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين،

محمد بن يحيى مداعس (المتوفى: 1351 هـ)

تتمة لمسائل الإمامة تشتمل على مسائل:

صفحة 323 - الجزء 2

  الخصال. (وأما سائر الخصال) المعتبرة في الإمام (فلا بد من حصول العلم) للمكلف (بكونه) أي: الإمام (عليها) والطريق الموصلة إلى العلم بذلك (إن كان غائباً فإنه يحصل العلم التواتري) أي: الذي سببه الأخبار المتواترة (بذلك) أي: بكونه جامعاً لسائر الخصال، لكن مثل النسب إلى أحد البطنين مما لا يتأتى التواتر فيه، بل الشهرة والإطباق على انتسابه إلى رسول الله ÷. (وكذلك الحكم إذا(⁣١) كان غائباً أن طريق العلم به) في الإمام (الأخبار المتواترة للعلماء وغيرهم) فإذا تواترت الأخبار بكونه عالماً، أو وجدت القرائن المقتضية لذلك، كالرجوع إليه فيما استشكل من المسائل والأحكام فيجيب فيها ويقرر الأحكام ويدرك وجوهها، ويُنكِّت عليها بالنُّكَت الصحيحة، وينبه على وجوه خلل المختل منها، وما يلزم من تبيين ما أبهم فيها، وما يلزم استيفاؤه من جميع أطرافها فإنه يعلم كونه عالماً ثابتاً (وإن كان حاضراً فلا بد من حصول العلم بكونه جامعاً لها) وهو يحصل بما ذكرنا من الممارسة ومشاهدة أحواله التي يعلم معها كمال ذاته وسلامتها من العاهات، وأفعاله التي يعلم معها ورعه وحسن تدبيره واقتداره، والمناظرة والمباحثة والرجوع إليه حسبما ذكر. وإنما اشترط حصول العلم بها؛ (لأنها) أي: الإمامة وما يتعلق بها من الشروط والخصال اللازمة للإمام (من أصول الدين، فلا يؤخذ بالأمارات المقتضية للظن كونه جامعاً لها).

تتمة لمسائل الإمامة تشتمل على مسائل:

  الأولى: إذا قام ودعا إمامان أو أكثر في عصر واحد. فلا يخلو: إما أن تتصل البلدان والأقطار والأقاليم التي قاما فيها بحيث يمكن جمع الجميع على إمام واحد وجب تقديم الأسبق بالدعوة، ولا تصح دعوة المتأخر منهما إلا إذا كان


(١) في المتن المخطوط: وكذلك حكم العلم إذا كان الخ.