التزيين
لِمَ أسند الختم والطبع إلى الله؟
  فإن قيل: لم أسند الختم والطبع إلى الله؟
  قلنا: إسناد ذلك إلى الله مما يزيد في قوة الكناية عن المعنى المراد الذي ذكرناه.
  هذا، ومما يزيد في قوة المعنى الذي ذكرنا قوله تعالى في الكفار وإعراضهم عن سماع الآيات وعن النظر فيها: {وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ ٥}[فصلت]؛ فإن الكفار حين دعاهم النبي ÷ إلى الإسلام، وكرر عليهم الدعاء، أرادوا أن يقنعوا النبي ÷ بجواب مقنع وحاسم، لا يطمع وراءه في إيمانهم، ولا يكون له بعده رجاء في إسلامهم، فقالوا: (قلوبنا مغطاة ومحجوبة بأكنة، فلا يصل إليها ما تدعونا إليه من دينك، وآذاننا مسدودة بالوقر فلا نسمع صوت دعوتك، وبيننا وبينك حجاب يحول بيننا وبين ما تدعوا إليه، فأنت وشأنك، فإنا مصرون على ما نحن عليه من الشرك، وعاملون أعماله، لا نفارق ذلك).
  ومما لا شك فيه أنهم لا يريدون الإخبار بأن قلوبهم مغطاة على الحقيقة، وأن آذانهم مسدودة لا تنفذ إليها الأصوات و ... إلخ.
  وعلى مثل ما ذكرنا من التفسير يفسر قوله تعالى: {وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ}[البقرة: ٧] ونحوه، وكل ذلك كناية عما ذكرنا من المعنى.
التزيين
  التزيين في اللغة هو: التحسين.
  قالت العدلية: إن الله تعالى لا يزين المعاصي لعباده ولا يحسنها لهم، وذلك لأن تزيينها وتحسينها قبيح يتعالى الله عن فعله.
  وقالت المجبرة: إن الله تعالى يزين المعاصي للعصاة ويحسنها لهم.
  قلنا: تزيين المعاصي له حيثيات مختلفة الأحكام: