قصد السبيل إلى معرفة الجليل،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

كتاب النبوة

صفحة 148 - الجزء 1

كتاب النبوة

  النبوة كرامة من الله تعالى عظيمة لا تكون إلا لأزكى البشر خَلقاً وخُلقاً، والرسالة كالنبوة، إلا أن الرسول هو الذي يبعثه الله بشريعة جديدة كموسى وعيسى ونبينا محمد ÷ وعليهم، أما الذي لم يأت بشريعة جديدة فلا يسمى رسولاً، بل يسمى نبياً، وذلك كأنبياء بني إسرائيل، فإنهم لم يأتوا إلا بما جاء به موسى À.

  والنبوة والرسالة فضل من الله على عباده ورحمة، وتماماً كما قال سبحانه: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ١٠٧}⁣[الأنبياء] وقال سبحانه: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ٥٨}⁣[يونس].

  وما زال أنبياء الله ورسله ينذرون ويبشرون على طول تاريخ البشر، قال الله تعالى: {وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ ٢٤}⁣[فاطر] منهم من قص الله تعالى علينا خبره في القرآن، ومنهم من لم يقصص الله علينا خبره، قال تعالى: {وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْك}⁣[النساء: ١٦٤] إلا أنه قد جاء عن الرسول ÷ الخبر عنهم جملة، كما روي: أنه ÷ سئل عن الأنبياء قال: مائة ألف وأربعة وعشرون ألفاً، قيل: فكم الرسل منهم؟ قال ثلاثمائة وثلاثة عشر.

  والإيمان بهم جميعاً من أصول الإيمان قال الله تعالى: {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ ... الآية}⁣[البقرة: ١٣٦] وقال سبحانه: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِه لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ ...}⁣[البقرة: ٢٨٥].