قصد السبيل إلى معرفة الجليل،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

فضل الملائكة على الأنبياء

صفحة 149 - الجزء 1

فضل الملائكة على الأنبياء

  والملائكة À أفضل من الأنبياء $، بمعنى أن ثواب أدنى ملك أكثر من ثواب أفضل الأنبياء، وهذا هو قول أهل البيت $، وشيعتهم، والمعتزلة.

  وقالت الأشعرية: بل الأنبياء أفضل من الملائكة.

  وقالت الإمامية: بل الأنبياء والأئمة أفضل من الملائكة.

  وقال غيرهم: بل الأنبياء والمؤمنون أفضل من الملائكة.

  والدليل على ما ذكرنا قوله تعالى في وصف الملائكة: {لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}⁣[التحريم: ٦].

  ولا شك في وقوع خطايا من الأنبياء $.

  وقوله تعالى: {قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ}⁣[الأنعام: ٥٠]، وقوله تعالى: {مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ ٢٠}⁣[الأعراف]، وقوله تعالى: {لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْداً لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُون ..}⁣[النساء: ١٧٢].

  نزلت هذه الآية في الرد على النصارى لغلوهم في عيسى #، فكل من هذه الآيات يدل على أن الملائكة أفضل من الأنبياء $.

  وبعد، فإن الله تعالى خلق الملائكة من النور، وطهرهم من الطبائع البهيمية، والبشر مخلوقون من التراب، مجبولون على الطبائع البهيمية، ولا شك أن النور خير من التراب، وأن المطهر من الطبائع البهيمية أفضل من المطبوع عليها.

فضل نبينا محمد ÷

  ونبينا محمد ÷ أفضل الأنبياء $، ولا خلاف بين المسلمين في ذلك، ولقوله ÷: «أنا سيد ولد آدم ولا فخر» وقوله ÷: «آدم ومن دونه تحت لوائي يوم القيامة».