فضل الملائكة على الأنبياء
  وقوله ÷: «أنا أول من يقرع باب الجنة، وأنا أول من تنشق عنه الأرض، وأنا أول شافع مشفع يوم القيامة»، ونحو ذلك من الأخبار.
  ولعل السر في ذلك - والله أعلم - أن ثواب نبينا أكثر من ثواب سائر الأنبياء، وذلك أن أتباعه ÷ أكثر من أتباع غيره من الأنبياء، وقد جاء في الحديث: «من سن سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة».
  وحينئذ فيكون لنبينا محمد ÷ مثل ثواب كل مكلف من أمته إلى يوم القيامة، ولا شك أن النبي ÷ أكثر النبيين أتباعاً، كما جاءت بذلك الروايات الكثيرة عن النبي ÷، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فقد فضله الله تعالى على سائر الأنبياء بخصائص اختصه بها دونهم، كما في الراويات الصحيحة عن النبي ÷:
  منها: أنه بعث إلى الناس عامة، وقد كان الأنبياء À يبعثون إلى أقوامهم خاصة.
  ومنها: أنها أحلت له المغانم ولم تحل لنبي قبله.
  ومنها: أنه نصر ÷ بالرعب على مسيرة شهر، وأنه جعلت له الأرض مسجداً وطهوراً.
  ومنها: أن أمته يبعثون يوم القيامة غراً محجلين من أثر الوضوء.
  ومنها: أن الله جعله خاتم النبيين والمرسلين.
  ومنها: أن الله تعالى فضل أمته على سائر الأمم.
  ومنها: أن معجزته باقية بقاء التكليف.
  ومنها: أنه لا تزال طائفة من أمته على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة.
  ومنها: ما اختصه الله تعالى وأمته من فضل ليلة القدر، وليلة الجمعة ويومها، وما أشبه ذلك. وهناك فضائل وخصائص كثيرة، والقصد الإشارة.