قصد السبيل إلى معرفة الجليل،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

فواتح السور

صفحة 163 - الجزء 1

فواتح السور

  وفواتح السور نحو: ألم، ألر، طسم، ق، ن ... إلخ من حروف الهجاء، غير أنه حصل الخلاف في المعاني التي تراد بها، فقال بعض أئمتنا القدامى $: إن ذلك مما استأثر الله تعالى بعلمه.

  والذي يظهر أنها باقية على معانيها الوضعية، لا يراد بها في أوائل السور إلا أنها حروف هجاء.

  ولعل السر في ذلك - والله أعلم - هو ما فيها من الإشارة إلى أن القرآن الذي وقع به التحدي والإعجاز مركب من حروف الهجاء التي يتركب منها كلام العرب، وفي ذلك من زيادة التدليل والتقريع والتبكيت للمشركين ما لا يخفى من إلزامهم الحجة التي لا يبقى لهم بعدها عذر.

  وهذا بالإضافة إلى فوائد غير ذلك وهي:

  ١ - تسمية السور باسم الحروف فيقال: سورة طه وسورة كهيعص وسورة (ق) و ... إلخ.

  ٢ - في الاستفتاح بهذه الحروف المقطعة غرابة وبداعة لا تعرفها العرب، مما يستدعي إصغاءهم وجر أسماعهم إلى استماع القرآن.

القرآن كلام الله تعالى اتفاقاً

  القرآن كلام الله تعالى، لا خلاف في ذلك بين المسلمين، وهو الذي نسمعه يتلى في المحاريب والمساجد.

  وقالت الأشعرية: إن كلام الله تعالى معنى قائم في ذات الله تعالى، فجعلوا ذلك صفة له جل وعلا كالقادر والعالم، ولم يجعلوا ذلك من قبيل الحروف والأصوات، وجعلوا هذه الحروف المسموعة دليلاً على تلك الصفة القائمة بالذات، فالكلام عندهم صفة ذاتية للمتكلم.