محمد ÷ خاتم النبيين والمرسلين
  وفي القرآن الكثير من مثل ذلك، وكذا في السنة، والغرض الإشارة، وقد اشتمل تفسير سيد قطب على الكثير من ذلك، فمن أراد المزيد فليرجع إليه، أو إلى غيره من الكتب التي تعنى بالإعجاز العلمي في القرآن والسنة.
  والأدلة على نبوة نبينا محمد ÷ كثيرة، غير أنا نكتفي بهذا القدر، فإن فيه حجة وبرهاناً على أن نبينا محمداً رسول من عند الله صادق، وأن ما جاء به من عند الله حق وصدق، وقد جاءت به البشارات في الكتب السابقة.
محمد ÷ خاتم النبيين والمرسلين
  وهو ÷ خاتم النبيين والمرسلين، وشريعته خاتمة الشرائع، فلا نبي بعده ÷، ولا تُنْسَخُ شريعته؛ وذلك لقوله تعالى: {وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ}[الأحزاب: ٤٠].
  وكتابه ÷ الذي هو القرآن محفوظ من الله تعالى عن الزيادة والنقصان والتغيير والتبديل كما قال سبحانه وتعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ٩}[الحجر].
  وقال تعالى: {وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ ٤١ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ٤٢}[فصلت].
  وهذا بالإضافة إلى ما نجده من تصديق ذلك، فإن مصاحف القرآن التي كتبت في القرون الأولى وما بعده إلى يومنا هذا لا يوجد فيها مخالفة لا في قليل ولا في كثير.
  وهو ÷ مرسل إلى الجن والإنس؛ لقوله تعالى: {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآن ... الآية}[الأحقاف: ٢٩].
  وشريعته ÷ جديدة لم يأت بها أحد من الأنبياء قبله، وإن كانت لا تخلو من بعض أحكام الشرائع السالفة: كالحج والصيام، وقص الشارب والختان، والمضمضمة والاستنشاق، وغير ذلك، فإنما ذلك من باب الاتفاق في بعض الأحكام.