في عذاب القبر
  وقال سبحانه: {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ ٣٨}[المدثر] {وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً ٤٩}[الكهف]، وفي الحديث المشهور: «رفع القلم عن ثلاثة: عن الصبي حتى يبلغ ... الحديث»(١).
  أما الأحاديث التي ذكروها فهي إن صحت أحاديث آحادية، لا تفيد في هذا الباب، لأن المطلوب العلم.
  وبعد، فقد اتفق المسلمون جميعاً على أن الله تعالى عدل حكيم، لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجراً عظيماً، وفي ذلك دليل واضح على أن الله تعالى لا يفعل ما يتنافى مع ذلك، وليس من العدل تعذيب الأطفال بغير ذنب، أو تعذيبهم بذنوب آبائهم، ولو جاز ذلك على الله لكان تمدح الله تعالى بما تمدح به من العدل والحكمة وأنه لا يظلم أحداً تمدحاً خالياً عن أي معنى، أي أنه يكون تمدحاً كاذباً، وترويجاً خادعاً، تعالى ربنا وتقدس عن ذلك علواً كبيراً، {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا ٨٧}[النساء] {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا ١٢٢}[النساء].
  غير أن المجبرة قد أعمى أبصارهم التقليد الأعمى، فلا يلتفتون لصياح الآيات وهديرها، {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ٤٦}[الحج].
في عذاب القبر
  قال أئمتنا $ والمعتزلة وغيرهم: وعذاب القبر ثابت لأهل النار، ثبت ذلك عن النبي ÷، من ذلك قوله ÷: «القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار»(٢).
  وحديث: «... إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير: أحدهما كان يمشي بالنميمة، والآخر لا يستنزه من البول»(٣).
(١) مسند أحمد (٤١/ ٢٣٢) رقم (٣٤٧٠٣) بلفظ: رفع القلم عن ثلاثة: عن الصبي حتى يحتلم وعن النائم حتى يستيقظ وعن المعتوه حتى يعقل.
(٢) تيسير المطالب (٢٦٤) الاعتبار وسلوة العارفين (٣٥٧) الأمالي الشجرية (٢/ ٤٢٨) تحكيم العقول للحاكم الجشمي، سنن الترمذي، المعجم الأوسط، شعب الإيمان، حلية الأولياء، ... الخ.
(٣) صحيح البخاري (١/ ٥٣) رقم (٢١٨)، صحيح مسلم (١/ ٢٤٠) رقم (٢٩٢).