القيامة
  ويحتمل أن المراد بالنفخة الأولى أن يحدث الله تعالى ويخلق صوتاً هائلاً يموت به كل من نفخ فيه الروح، والنفخ الثاني عبارة عما ذكرنا من البعث والنشور، وليس هناك صوت.
  وإنما قلنا ذلك جرياً على عادة الله وسنته، حيث إنه تعالى إذا أراد أن يستأصل بالموت أمة من الأمم أماتها بالصواعق والصيحات، وقد ذكر الله تعالى ذلك في آيات كثيرة.
  أما الإحياء فلم تجر لله تعالى عادة بأن ينفخ فيها الأرواح بالأصوات الهائلة والصواعق والصيحات.
القيامة
  القيامة: اسم لوقت بعث الناس وإحيائهم وخروجهم من قبورهم، واسم لوقت الحساب والجزاء على الأعمال، فيوم القيامة اسم لوقت حصول تلك الأشياء، وقد سماها الله تعالى في القرآن بأسماء كثيرة، منها: الحاقة، والطامة، والواقعة، والقارعة، والصاخة.
  ووجه حسن ذلك هو: حصول العلم القاطع واليقين الذي لا شك فيه بصدق وعد الله ووعيده وجنته وناره، وتماماً كما قال سبحانه وتعالى: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ٣٨ لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كَانُوا كَاذِبِينَ ٣٩}[النحل]، فيتبين يوم القيامة للكافرين صدق الرسل فيما جاءوا به، ويظهر فيه عدل الله تعالى فيما يحكم به من العذاب للظالمين والمتكبرين والثواب للمتقين، وهناك تتم الغبطة والسرور للمطيعين، وتعظم الحسرة على المجرمين.