نظرات في ملامح المذهب الزيدي وخصائصه،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

الولاية

صفحة 100 - الجزء 1

  الحقائق التاريخية تنادي عليه بالزيف، وخلافة الثاني استندوا في صحتها على وصية الأول وتعيينه، وخلافة الثالث على وصية الثاني، وأما معاوية فقد ابتز الخلافة والسلطان ابتزازاً على المسلمين، وفيهم بقايا المهاجرين والأنصار، ويزيد بن معاوية مُسْتَنَدُ وَلايتِهِ وصيةُ أبيه، وهكذا جرت السلطنة الأموية والعباسية ثم الخلافة العثمانية.

  ومِمَّا يستدل به أنصار الخليفة الأول في صحة خلافته قولهم: إن رسول الله ÷ عندما ناداه بلال للصلاة في مرض موته قال: يا بلال مر أبا بكر فليصل بالناس، ثم قاسوا الخلافة على إمامة الصلاة، فإذا جعله الرسول إماماً للصلاة فنقيس الخلافة على الصلاة، ونجعله نحن خليفة قياساً على الصلاة، وقالوا: رضيه لديننا أفلا نرضاه لدنيانا، أو كما قالوا.

  والجواب والله الموفق: أن الذي قال يا بلال مر أبا بكر فليصل بالناس هو عائشة زوجة الرسول ÷، لا رسول الله ÷، كما في الرواية عن أهل البيت $ بأسانيدهم الصحيحة الموثوقة، وكفى بإجماعهم حجة.

  ومما يؤيد ما قلنا هو ما اشتهر وذكره أهل السير ونقلة الأثر أن الرسول ÷ حين علم بصلاة أبي بكر خرج على الفور معتمداً على الفضل بن العباس وعلي بن أبي طالب ورجلاه تخطان في الأرض، ورأسه معصوب، ونحَّى أبا بكر أو تنحى له، وصلى هو ÷ بالناس، ثم قام بعد الصلاة خطيباً وحذر من الفتن وبالغ في التحذير منها، هذا ما اشتهر.