الولاية
  وفي رواية من روايات أهل البيت وغيرهم أنه قال ÷ بعد ذلك: «إني تارك فيكم ... الخ» حديث الثقلين.
  فهذا يدل على أن الرسول ÷ لم يكن هو الآمر لأبي بكر بالصلاة وإلا لم يخرج ÷ وهو في تلك الحالة الشديدة وينحِّ أبا بكر ويصلِّ هو بالناس، ثم يحذر من الفتنة ويذكرهم بالثقلين كتاب الله وعترته ÷، ولم يكن من عادته ÷ أن يأمر بالشيء أو يستعد لشيء ثم يتراجع إلى غيره، وشاهد ذلك قوله ÷ في يوم أحد: «ما كان لنبي إذا لبس لامته أن يضعها حتى يقاتل(١)»، وقد كان ÷ أكمل الناس عقلاً، فيبعد غاية البعد منه ÷ مثل ذلك، إنَّ ذلك الصنيع لا يفعله إلا ضعاف العقول أهل البداء وتقلب الآراء وتضاربها، ولم يكن ÷ من هذا الطراز المتقلب.
  الإجماع المدعى على خلافة الأول كما قلنا سابقاً لم يخرج من دائرة الدعوى، بل إن الحقائق التاريخية تزيف ذلك.
(١) ورد الحديث في الديباج الوضي وقال في هامشه: الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين # في كتاب: (الرد على الحسن بن محمد بن الحنفية) في مجموع رسائل الإمام الهادي إلى الحق ص ٣٤٨ بلفظ: «إنه ليس لنبي إذا لبس لامته أن ينزعها حتى يقاتل عدوه»، وكما في مجموع الهادي هو في موسوعة أطراف الحديث ٣/ ٥٨٤، وقوله: «أن ينزعها»، في الموسوعة: «أن يضعها»، وعزاه إلى مسند أحمد بن حنبل ٣/ ٣٥١، والدر المنثور للسيوطي ٢/ ٩٤، وكنز العمال برقم (٣٢٢٣٢) وغيرها.