الولاية
  والدليل على ما قلنا: أن سعد بن عبادة الأنصاري وكان سيد قومه ومن ذوي الوجاهة عند الرسول ÷ لم يبايع لأبي بكر قط بالاتفاق حتى قتل غيلة، وذكر أن الجن قتلوه لبوله قائما، فقال شاعر من شعراء العرب:
  وَمَا ذَنْبُ سَعْدٍ أَنَّهُ بَالَ قَائمَاً ... وَلَكِنَّ سَعْدَاً لَمْ يُبَايِعْ أَبَا بَكْر
  وكذلك أمير المؤمنين علي # لم يبايع لأبي بكر، وامتنع وتأبى هو ونفر من المسلمين، فإذا طلبوا للبيعة التجأوا إلى بيت فاطمة رضوان الله عليها، وأخيراً تشجعت السلطة وأصدرت أوامرها بالهجوم على المتخلفين عن البيعة، واقتحام بيت فاطمة، وإرغامهم على البيعة، وهذه القصة مشهورة.
  ومما قال معاوية في بعض كتبه إلى أمير المؤمنين يعيبه به: وكرهت بيعة الأول، ثم ذكر أنه قِيْدَ إلى البيعة كما يُقَادُ الجمل المخشوش.
  وفي خطبته الشقشقية المعروفة: (وَاللَّهِ لَقَدْ تَقَمَّصَهَا ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ، ... إلى أن قال: (فَصَبَرْتُ وَفِي الْعَيْنِ قَذًى، وَفِي الْحَلْقِ شَجًا، أَرَى تُرَاثِي نَهْباً).
  وكم في كلامه # مما يدل على عدم الرضا، وقد أجمع أئمة أهل البيت $ على أنه # لَم يَرْضَ بخلافة الأول فَمَنْ بَعْدَهُ.