نظرات في ملامح المذهب الزيدي وخصائصه،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

شيء من يوم السقيفة

صفحة 104 - الجزء 1

  ومن الأدلة على ذلك قوله ÷ المشهور: «إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ... الخ»، وهذا أيضاً يعطينا معنى استخلاف الرسول ÷ لكتاب الله، ولأهل بيته، ومعنى ذلك هو سد الفراغ بعد غيابه عن أمته ÷، وذلك هو معنى الخلافة والزعامة والإمامة.

شيءٌ من يوم السقيفة

  اجتمعت الأنصار في السقيفة يوم مات الرسول ÷ للتشاور، ثم وفد إليهم في أثناء ذلك أبو بكر وعمر وأبو عبيدة، وجرى بين الفريقين مقاولات حول الخليفة، وبعد الأخذ والرد احتج أبو بكر على الأنصار بالقرابة، واستحقاق قريش لمنصب الخلافة بها، قال: نحن بيضة رسول الله التي تفقأت عنه، فاستسلم الأنصار لذلك بعد اضطراب جرى بينهم وخصام، وامتنع سعد بن عبادة سيد قومه، والقصة مشهورة، وحين سمع أمير المؤمنين الخبر قال شعراً:

  فَإنْ كُنْتَ بالْقُرْبَى حَجَجْتَ خَصِيْمَهُمْ ... فَغَيْرُكَ أَوْلَى بالْنَّبِيِّ وَأَقْرَبُ

  وَإنْ كُنْتَ بالْشُّورَى مَلَكْتَ أُمُورَهُمْ ... فَكَيْفَ بِهَذَا وَالْمُشِيْرُونَ غُيَّبُ

  وصدق أمير المؤمنين، فإن كانت حجة أبي بكر على استحقاق الخلافة حين احتج على الأنصار هو أنه من قرابة الرسول ÷ فإن غيره أقرب إلى الرسول ÷، وإن احتج على خلافته