الكلام على الصحابة
الكلام على الصحابة
  ومما حصل فيه اختلاف مسألة الصحابة، فعند أئمتنا أنَّ الصحابة كغيرهم فيهم المؤمن والمنافق كما قال سبحانه: {وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ}[التوبة: ١٠١]، وقال سبحانه: {مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ}[آل عمران: ١٥٢].
  وفي الحديث المشهور عن النبي ÷ الذي فيه: «فأقول أصحابي أصحابي فيقال له: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك؛ إنهم ارتدوا على أدبارهم، فيقول ÷: «سحقاً سحقاً»(١)، ومن أراد البحث عن معرفة هذا الحديث فعليه بمقدمة الاعتصام للإمام القاسم بن محمد #.
(١) قال الإمام الحجة مجدالدين المؤيدي # في كتابه لوامع الأنوار: وأخبار الحوض، متواترة مروية عند آل محمد (ع)، وعند هؤلاء القوم في صحاحهم كالبخاري ومسلم.
وفي لفظ رواية لمسلم والبخاري، عن ابن مسعود قال: قال رسول اللَّه ÷: «أنا فرطكم على الحوض، فليرفعن إلي رجال منكم، حتى إذا أهويت لأناولهم اختلجوا دوني؛ فأقول: أي رب، أصحابي؛ فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك».
وفي أخرى لهما عن أنس، أن رسول اللَّه ÷ - قال: «ليَرِدنّ عليَّ الحوض رجال، ممن صاحبني، حتى إذا رفعوا اختلجوا؛ فلأقولن: أي رب، أصحابي أصحابي؛ فيقال لي: إنك ما تدري ما أحدثوا بعدك». زاد في رواية أخرى: «سحقاً سحقاً لمن بدل بعدي». وغير ذلك كثير، فلا نطول بالبحث. اهـ