نظرات في ملامح المذهب الزيدي وخصائصه،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

شبهة والرد عليها في الفرقة الناجية

صفحة 112 - الجزء 1

  الحق منصورة، لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى تقوم الساعة»⁣(⁣١).

  ونقول في الجواب على دعواهم: إنهم ما زالوا في حَيِّزِ الدعوى، وما استدلوا به ليس بدليل على ما ادعوا، فقوله ÷: «إلَّا واحدة»، فيه إبهام للواحدة، وكذلك الحديث الثاني الطائفة مبهمة.

  فإن استدلوا بغير ما استدلوا به هنا نحو قول بعضهم: إنه ورد في الحديث: «ما كنت عليه أنا وأصحابي»، فالأمر مبهم كذلك؛ إذ أن كل فرقة من فرق المسلمين تدعي أنها على ما كان عليه الرسول ÷ وأصحابه، لهم كتب في السنة مروية بأسانيد رجال موثقين عندهم، كفرق الشيعة، وفرق الفقهاء الحنفية والشافعية والحنبلية والمالكية، وفرق الحشوية، وإلى آخره.

  ولم يُقِمْ أحدٌ الدلالة الواضحة على أن فرقته هم الفرقة الناجية سوى الزيدية، فقد روت جميع الطوائف المختلفة حديث الثقلين، وحديث السفينة وغيرهما، مما يدل دلالة واضحة أن متبع أهل البيت هم الناجون.

  فإن قيل: هناك فرق من الإمامية ينبغي أن تكون في ضمن الفرقة الناجية، إذ هم متبعون لأهل البيت، فلماذا حصرتم النجاة لطائفة الزيدية؟

  والجواب والله الموفق: أن الأمة بما فيهم الإمامية والزيدية قد رووا


(١) تقدم تخريجه.